ما يحدث في حفرالباطن الآن من حراك شبابي هو تطور نوعي في عقلية قاطني هذه المحافظة، فالهم الجمعي بات هو من يدير دفة المطالبات التي يبدو للوهلة الأولى أنها جديدة أو حالة طارئة، وإلا كيف نفسر هذه الانطلاقة الجماعية لأهالي حفر الباطن، والتجييش الإعلامي والشعبي للمطالب العادلة والمستحقة لمحافظة طواها قطار التنمية منذ عقود، ولم يلتفت لحاجات الناس الماسة من خدمات صحية وتعليمية وبلدية وكذلك أمنية، وكيف استفاق الأهالي فجأة وتذكروا أنهم في مدينة تفتقر لكل تلك الخدمات، وأين هو أنتماؤنا طوال السنوات الماضية لهذه المدينة التي كبرت بنا، وأعطتنا أكثر مما نعطيها، لكن اليوم الشباب الذين ينتمون لهذه المدينة الساحرة التي ولدوا ونشأوا فيها أصبحت هي همهم وتطورها هو مطلبهم، وتجاوزوا النعرات القبلية والفئوية وأصبحت حفرالباطن هي قبيلتهم، وهي الجامعة لكل أحلامهم وآمالهم ببناء مجتمع مدني تكتمل فيه الخدمات، وتسير فيه عجلة التنمية وفق ما هو مخطط له لتلحق بالركب الحضاري، ولا بأس من الوصول المتأخر فهذه ضريبة ندفعها عن أسلافنا الذين لم يؤمنوا بأن المدينة لا تلغي انتماءنا القبلي، وأن القبيلة لا تمنع انتماءنا وعشقنا لحفرالباطن، والعمل على تطورها وتقدمها، والاستمرار بمطالباتنا التي تبدأ بجامعة ولا تنتهي عند سقف محدد، فمشعل التنوير أصبح ينير الدرب والطريق لتحقيق الأهداف، وأصبح سالكا أكثر من قبل، وبفكر شباب المحافظة سنمضي لكي نعيد التوازن لهذه المدينة لتكون انطلاقتها لعالم الحضارة والتمدن مؤسسا بالشكل الذي يدعم التوجه الحضاري لهذه البلاد المباركة.