يجد أهالي حفر الباطن أنفسهم كثيراً في أحاديث المطالبات والتوقف طويلاً عند أبرز احتياجاتهم الخدمية والتنموية، حيث إنهم يرون أن قطار التنمية الحقيقية فاتهم ولم يعد أمامهم سوى ملاحقته عن طريق بث همومهم ومعاناتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لينجحوا في كسب أكبر قدر ممكن من الأصوات التي تدعم موقفهم في حصولهم على بعض الخدمات التنموية الأساسية، وبات اليوم صوت المطالبات (الحفراوية) هو الأعلى للحد الذي جعل (مشاهير تويتر) ومسؤولي البرامج التليفزيونية الجماهيرية يشاركونهم ويقفون معهم بكل حيوية ونشاط واقتناع، حيث زارت فرق إعلامية ميدانية المحافظة خلال الأشهر الماضية لتسجيل أكثر من سبع حلقات تليفزيونية في برامج تعد هي الأبرز في المشهد الإعلامي السعودي. ويرتفع سقف المطالب بين أهالي حفر الباطن، ليصل للحديث بجدية عن ترشيح المحافظة لتكون المنطقة الرابعة عشرة لتستقل عن المنطقة الشرقية باعتبار امتلاكها مقومات أساسية لاحتلال هذه المكانة، إلى جانب المطالبة بتحقيق الحلم الأكبر الذي أصبح الشغل الشاغل لكافة وسائل الإعلام ولأبناء المحافظة وهو إنشاء جامعة تحتضن أكثر من ثمانية آلاف خريج وخريجة وتجمع شتات أبناء المحافظة وإنهاء معاناتهم من السفر أسبوعياً للدراسة في الجامعات المنتشرة في أنحاء المملكة، وتأتي معاناة قاطني المحافظة وزوارها من رداءة الطرق وبخاصة طريق الدمام والرقعي طوال سنوات ماضية لتحتل مركزاً متقدماً في سلم أولويات المطالب حيث تشكل هذه الطرق خطراً حقيقياً لكل الراغبين بالسفر باتجاه الشرق، كما أن الذي يزيد من حجم معاناتهم هو وجود مركز وحيد للهلال الأحمر لخدمة أكثر من نصف مليون نسمة، ويرى الأهالي أن الحاجة ملحة لزيادة عدد مراكز الشرطة في المحافظة بسبب التمدد العمراني والكثافة السكانية. ويأمل الأهالي أيضا في أن تلبي الخطوط السعودية مطالبهم حول ضرورة إنشاء رحلات داخلية باتجاه الدمام العاصمة الإدارية للمحافظة، وكذلك رحلات للقصيم وحائل والحدود الشمالية بالإضافة إلى تحويل مطار القيصومة إلى مطار إقليمي يضم كافة الخدمات، كما يترقب الأهالي ترقية بلدية حفر الباطن إلى أمانة الذي من المتوقع أن يصدر القرار الرسمي بذلك قريباً، غير أنهم يأملون في تشكيل هيئة لتطوير المحافظة وخاصة (البلدة القديمة) والأحياء القريبة من السوق القديم، وإنشاء سدود لدرء مخاطر السيول خاصة وأن المحافظة تقع في قلب وادي الباطن، بالإضافة إلى سفلتة الأحياء وإتمام مشروع الطريق الدائري. ويعاني سكان المحافظة من عدم وجود عدد من الفروع الخدمية مثل مكتب استقدام وفرع لوزارة الإسكان بالإضافة إلى فروع نسائية في عدد من الإدارات مثل البلدية والأحوال المدنية والجوازات، ويجد مثقفو وشعراء المحافظة أنفسهم بمعزل عن الاهتمام الحكومي وخاصة من قبل وزارة الثقافة والإعلام التي تمتلك أرضا في المحافظة لكنها مازالت لم تفكر في إنشاء نادٍ أدبي أو فرع لجمعية الثقافة والفنون لاحتواء المناشط الإبداعية في المحافظة. ويسعى الرياضيون في المحافظة جاهدين لأن يكون هناك مكتب للرئاسة العامة لرعاية الشباب خاصة مع المكانة المتقدمة التي وصل لها نادي الباطن، حيث ما زال النادي يجد معاناة كبيرة في تسجيل أي لاعب بحكم وجود المكتب في محافظة الزلفي التي تبعد أكثر من 200 كم.