فلسطين في ذكرى النكبة (الشرق) رغم مرور 65 عاماً على نكبة فلسطين واقتلاع إسرائيل للشعب الفلسطيني من بيوته وأراضيه في أسوأ احتلال عرفه العصر الحديث لأرض فلسطين، إلا أن هذه القضية ما زالت في مقدمة القضايا الساخنة وتحظى باهتمام دولي وإقليمي وعربي، بسبب إصرار الأجيال الفلسطينية على حمل راية النضال والكفاح والمقاومة حتى تحرير أراضيهم والعودة إلى ديارهم التي ما زال بعض المسنين يحتفظون بها وبعضهم الآخر أورثوها لأولادهم وأحفادهم كقضيتهم لتكون رمزاً لعودتهم إلى ديارهم وشاهداً على حقوقهم المغتصبة. الفنان حامد 77 عاماً الفنان الفلسطيني حامد حمو (الشرق) «الأرض بتتكلم عربي ومن حطين، رد على قدس فلسطين، أصلك ميه وأصلك طين»، بهذه الكلمات الغنائية ألهب الفنان الفلسطيني حامد حمو مشاعر الحاضرين لمعرض التراث الفلسطيني»سنعود» الذي أقيم في مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة، كخطوة أولى ضمن سلسلة فعاليات لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية ال65 التي تصادف اليوم. فلسطين في ذكرى النكبة (الشرق) زوايا المعرض قسمت بشكل يعد الذاكرة إلى تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين قبل وبعد النكبة، حيث حرص القائمون عليه (جمعية منتدى التواصل وجمعية الثقافة والفنون والتراث الشعبي) بأن تمثل المعروضات تاريخ كل المدن الفلسطينية التي تركها أصحابها الأصليين جراء المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحقهم في 15 مايو 1948. أول مطرب إذاعي في صوت فلسطين الفنان حمو الذي ولد عام (1937م) وعمل كأول مطرب إذاعي في صوت فلسطين من القاهرة قال ل»الشرق»: إن الأرض الفلسطينية تتكلم باسم العروبة الغناء لها، يشكل جزءاً من ارتباط مشاعرنا في بيوتنا التي طردنا منها تحت تهديد السلاح قبل 65 عاماً»، وذكر أن الأغاني الوطنية الفلسطينية تعيد أمام عيونه شريط حياته. ويرى حمو أن الفن الفلسطيني يلعب دوراً بارزاً في ربط الذاكرة بين الأجيال امتداداً من جذوره العريقة التي لا تنتهي كماء البحر، مستعيناً بالمثل الفلسطيني»طالما الولادة بتولد والحبالة بتحبل» للرد على مقولة دافيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل في العام 1948» إن الكبار يموتون والصغار ينسون»، مؤكداً أن أمله كبير بالأجيال القادمة لتحقيق حلم العودة. لطيفة جاد الله 63 عاماً لطيفة جاد الله البحيصي وحفيدتها بتول وعلى الجهة المقابلة لحمو انشغلت الفلسطينية لطيفة جاد الله البحيصي بالشرح لحفيدتها الصغيرة «بتول» كيفية استخدام طاحونة القمح التي عرضت بالمعرض، وعلمتها كيف تحمل جرة الماء على رأسها. وتقول البحيصي ل»الشرق»: أعلم بتول ما تعلمته من أمي بعدما هاجرنا من قرية السوافير الشرقي (تقع على بعد 6 كم إلى الجنوب الشرقي من أسدود)، وقتها كان عمري عامين». وبينت البحيصي التي ولدت عام 1946 وتعيش حالياً في مخيم دير البلح جنوب قطاع غزة أنها تعلم أحفادها وتحفظهم التاريخ الفلسطيني لكي لا ينسى عبر السنوات، معتبرة أن من ليس له وطن ليس له كرامة. وأشارت إلى أنهم ما زالوا يحافظون على عاداتهم التراثية خاصة في مراسم الزواج. وبدوره قال مختار قرية البطاني الشرقي محمد قنديل ل«الشرق»:»إن معظم النحاسيات المعروضة بالمعرض تعود ملكيتها لي وهدفي من جمعها إطلاع الأجيال الجديدة عليها لأن معظمها بدأ ينقرض». وأوضح أن النحاسيات التراثية تسجل النشاط الإنساني وتعرف الأجيال القادمة بتاريخ الحضارة الفلسطينية التي تحاول إسرائيل سرقتها. وابتسم قنديل مخاطباً إسرائيل بالقول: «إن الصغار الذين تراهنون عليهم بأنهم سينسون هم من أذاقوكم الويل خلال الانتفاضة الأولى والثانية وفي الحربين الأخيرتين». وبين أن الإسرائيليين ليس لهم جذور وهم مزورون للتاريخ. مختار قرية البطاني الشرقي محمد قنديل الفلسطيني محمود عامر (78عاما) في مخيم جنين يحمل مفتاح منزله في قرية المنسي وهي الآن في إسرائيل (أ ف ب)