صدر كتاب «في أدب الصداقة» عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ودار التنوير. والكتاب الذي صمم غلافه الفنان السوري مروان قصاب باشي المقيم في برلين، يعرض لعلاقة الصداقة التي جمعته بالروائي عبدالرحمن منيف.ويستعرض د.فواز طرابلسي في مقدمة الكتاب بداية علاقة منيف بقصاب باشي، عندما فقد الروائي ثقته بالكلمة، فتمنى لو أنه يرسم، بينما لم يعد يكتفي قصاب باشي، كفنان مغترب، بلغة الخط واللون والكتلة، حتى لجأ إلى «البوح» حسب تعبيره، أي البوح بالكلمات. ويتقاطع الصديقان عند همّ كبير: فنان يبوح بالكلمات، وروائي مهووس بالفن، يجرب في طاقة الكلمات تعبيراً عن الخط واللون والكتلة. مروان لا يستطيع أن يكتب عندما يرسم، وعبد الرحمن لن يستطيع الجمع بين الرواية والرسم، ولسان حاله «لو لم أكتب لرسمت». والسؤال المشترك: كيف للكلمة أن تقول الشكل واللون، بل كيف التعبير عن الفن من غير استخدام لغة الكلمات: قول، قراءة؟ يعمل الصديقان إلى حد تبادل الأدوار: أكتب أنت رواية، وأنا أرسم، وكل هذه التقاسيم على مهمة مستحيلة طبعاً. لا تطابق بين الصديقين من وحي العلاقة بالمكان. مروان، الأوروبي المديني السكنى والغربة، مرجعه ريفي، أو مرجعه الطبيعة المدجنة التي سيطر عليها الإنسان، فلا تصوير من دون الطبيعة: خطوطها، الألوان، العناصر من البرعم إلى الشجرة فالغابة، لابد من الطبيعة مهما بلغت درجة التجريد في الفن. جاء الكتاب في 448 صفحة من القطع المتوسط.