شارك دابغ الجلود التسعيني حسن بن حسين أبو مقاير بمهرجان «الجنادرية» لمدة 18 عاماً، كما أنه تلقى دعوة السنة الحالية للانضمام إلى المهرجان، ويعمل أبو مقاير في مهنته التي ورثها عن أبيه وجده، منذ خمسين عاماً، حيث يدفعه حب المهنة إلى السير ساعة كاملة على قدميه بعد الفجر، متوجهاً إلى محله الصغير داخل السوق الشعبي في سراة عبيدة. ويذكر أبو مقاير أنه يمتلك سيارة قديمة اشتراها قبل ما يربو على ثلاثين سنة، كما يستطيع القيادة، إلا أنه يفضل السير على قدميه، مُعدّاً المشي رياضة تحفظ له صحته، وتحقق له متعة في الوقت نفسه. ولم يعق تقدم السن أبو مقاير عن العمل يومياً بين أكوام الجلود وأرفف البضائع المتراكمة، التي تنبعث منها رائحة البن والهيل ممزوجة برائحة الجلود، فيجلس على قطعة من الفرش، ويتكئ على مسند جلدي محشو بالقش، وأشار إلى أنه يجهز صناعات جلدية مثل القِرَب والصواني والقطف أي (وعاء لتخزين القهوة) والنسعة (الحبل) والقلص (خزان ماء صغير) وغيرها، مؤكداً إقبال السياح من داخل المملكة وخارجها على زيارة محله، لشراء المصنوعات الجلدية. ويتأمل دابغ الجلود أبو مقاير الذي تزوج خمس مرات، ولم ينجب، أن يجد محلاً في موقع أفضل على الشارع الرئيسي، وبإيجار أقل حتى لا يستنزف معظم دخله، كمحله الحالي.