المصباح: كان هناك رجل عجوز.. أضاء بفكره الزمان والمكان أسرج مصباحه يوماً فمات..؟! خيانة: شنّت هجوماً مفترساً على شجرة حتى قتلتها فصاحت بها الغابات تهتف باسمها أيتها المطرقة يا ناكرة الجميل لقد صُنع جسدك من تلك الشجرة فجعلت رأسك من حديد النظارة: كل شيء أراه بنظارتي يبدو أكثر رونقاً وجمالاً فقررت يوماً كسرها لأرى الواقع بلا نظارة حزنت كثيراً لتلك المشاهد، من جرفتني لقراءة أفكارهم التي ما أنزل الله بها من سلطان وبقيت أردد: رحمك الله يا نظارة السعادة: هناك أنهار تنحدر جنوباً ومذاقها سام شعوبها محطمة يائسة بائسة تلتقط أنفاسها بألم قلت لهم ذات يوم: دعوا الأنهار تنحدر غرباً ستجدون السعادة مؤكداً الضيق: حدثوني قائلين: لماذا حجبوا النور بجرائم لم نرتكبها قلت صارخةً: أيها الفقراء، يا أبناء آدم وحواء لا تحزنوا ولا تخافوا لابد من إشراقة للمستقبل ستخضرّ أيامكم ويعلو نصركم وتتبدد همومكم وكل أحلامكم سوف تبلغوها فقط رددوها (وبشر الصابرين) الهدم: أذكر جيداً حديث والدي وأنا في التاسعة أو العاشرة من عمري حينما قال لي: (إن الله لا يرزق من هدم بيوت النمل أو حاول خرابها) فسألت نفسي بعد أحد عشر عاما يا ترى ماذا يفعل الله بمن هدم آلاف البيوت الإنسانية وسعى في خرابها وحرق أعشاشها؟