أمين الشرقية يستمع إلى أسئلة رئيس التحرير (تصوير: محمد رفاعي) الدمام – محمد المرزوق تحويل حفر الباطن إلى أمانة مستقلة يجعلها تركِّز على تطوير المحافظة والانطلاق بما يناسبها. معدل نمو الإسكان الحالي أسرع من تنفيذ الأعمال والسبب في تأخُّر الاعتمادات المالية. التركيز كان على العائلات.. أما التوجه الآن فإلى الشباب. استراتيجية النقل للمنطقة الشرقية تغطي 50 سنة مقبلة. زيادة المحاور وتوسيع الموجود منها لفك الاختناقات المرورية. من العقبات طرق اعتماد العقود ونظام تلبية احتياجات الأمانات من رأس المال. لا أحد يحبنا وقال الجبير إن قدرنا في الأمانة ألا يحبنا أحد، مبيناً أن هذا الأمر نتيجة أربعين عاماً مضت، دون أن يوضح السبب في عدم تبادل المواطنين الحب مع الأمانة، لكنه اعتبر القطاع البلدي يتمتع بصلاحيات واسعة مقارنة مع غيره من القطاعات الأخرى، وخاصة أنه قطاع يمس المواطن بشكل دائم ومباشر، حيث إن كل أموره متعلقة بالبلدية، من إنشاء منزل، إلى الطريق، كما أن الأمانة ذراع تنفيذية لبعض الأنظمة، وعدم تدخلها يحدث فوضى، معترفاً أن نسبة الرضا لدى المواطنين عن خدماتنا لن تصل إلى 100% أبداً، مبيناً أن بعض الأمور ترتبط بجهات خدمية أخرى تكون وراء التأخير في الإنجاز. وبين أن بعض مشاريع الأمانة تقتضي التضحية بأمور أخرى، وضرب مثلاً بتوسيع الطرق لاستيعاب الحركة المرورية على حساب الجزر الوسطية والتشجير. استراتيجية خمسينية واعتبر الجبير أن أمانة الشرقية تواجه تحدياً كبيراً في ما يتعلق بالنقل، ملمحاً إلى العمل على استراتيجية لحل القضية على مدى الخمسين عاماً المقبلة، وتشمل في طياتها حلاً للحركة المرورية، بما فيها إيجاد محاور بديلة في المدن، لتخفيف الزحام عن الموجود منها الآن. وذكر أن من بين ما تسعى إليه الاستراتيجية وضع خطة نقل عام تشمل المدن والقرى والهجر في الشرقية، إضافة إلى حركة قطارات داخل المدن، متوقعاً أن تعلن وتطبق الاستراتيجية قريباً. وذكر أن الحركة المرورية داخل المدن تعتبر إشكالية، مضيفاً: شخَّصنا المشكلة، ولدينا الحل، إلا أنه سيأخذ وقتاً لتنفيذه. وبين أن حجم الحركة في مدن الشرقية، وخاصة حاضرة الدمام، أعلى من استيعاب شبكة الطرق الحالية لها، معلناً عن وجود حلول مستقبلية، بالعمل على معالجة مشكلة منطقة معينة، ثم الاتجاه إلى منطقة أخرى. وعدَّ الإدارة العامة للمرور في الشرقية جزءاً من حل وضبط الحركة المرورية، مضيفاً إن الإخوة في إدارة المرور نشطون، ويبذلون جهدهم، والتعاون موجود بين الطرفين لمعالجة الأمر. وقال الجبير، إن أمانة الشرقية تتحمل 80% من قضايا الاختناقات المرورية، فيما تتحمل ال 20% المتبقية إدارة المرور، متوقعاً أن المنطقة ستشهد في السنوات الخمسين المقبلة إنشاء محاور وطرق رئيسة تستوعب حجم السيارات التي ستقدر بنحو مليوني سيارة تقريباً، عاداًّ ذلك مؤشراً على ضرورة الاتجاه إلى الحلول الاستراتيجية المستقبلية، وإن طال أمد تطبيقها، حيث إنها ستشمل جميع المدن والقرى والهجر دون استثناء. وأشار إلى أن أكثر الحركة المرورية التي تشهدها الشرقية هي حركة مرور عابرة، ما يزيد من عبء الطرق السريعة فيها، إضافة إلى العبء على الطرق المحورية. ورأى أن أمانة الشرقية مسؤولة عن التنمية، ويجب أن تدفع بها، سواء عن طريق الشراكة مع جهات أخرى، أو مستقلة، مبيناً أن عدداً من مناطق المملكة أخذت وضعاً جيداً في دفع التنمية فيها، فيما المنطقة الشرقية لاتزال في حاجة إلى حركة ومرونة أكثر في التعامل معها، وخاصة أن مستقبلها يوحي بمزيد من الصناعات والتنمية، ما يعني ضغطاً أكبر على شبكة الطرق فيها. وتقف في وجه أمين الشرقية عقبة تتمثل في «النظام المعمول به في تلبية احتياجات الأمانات من رأس المال، وطرق اعتماد العقود»، وذكر أن ذلك جزء من تأخر تنفيذ الحلول، وأخذها وقتاً طويلاً، موضحاً أن إحدى القضايا التي يجب أن تتغير تكمن في «أن نظام المشتريات الحكومية لا يتناسب مع الطفرة المالية التي تعيشها المملكة»، واعتبر المشكلة في النظام المتبع، وليس في الأشخاص، مشيراً إلى أن «توكيل شركات مثل أرامكو بإنجاز مشاريع، استثناء، حيث إن الأمر هنا يكمن في النظام المتبع في إنجاز المشاريع من قبل أرامكو السعودية، وليس في الأشخاص»، مضيفاً «إن الشركات تنجح في معالجة المشكلات بسبب النظام الذي تتبعه، ولو حضر الأشخاص ذاتهم عندنا لتعثر حلهم لقضايانا بسبب النظام المتبع لدينا، وأرى ضرورة تغيير النظام المتبع ليتواكب مع الطفرة والعصر الذي نعيشه»، معتبراً النظام البيروقراطي، وفي ظل «ميزانية الخير»، عائقاً أمام سرعة إنجاز ما نسعى له من مشاريع تنموية، متمنياً اختصار الإجراءات البيروقراطية، ومؤكداً أن الأمر ليس حاجتنا إلى استثناءات، وإنما تغيير النظام المتبع، ورفده بمرونة أكثر، ما يكفل السرعة في التنفيذ. الحاجة إلى الدعم ورأى الجبير أن الموازنة المخصصة لأمانة الشرقية والبلديات التابعة لها في حاجة إلى زيادة، مضيفاً إن الشرقية تحتاج إلى دفع ودعم بشكل أكبر، موضحاً أن بعض البرامج البسيطة لا تستطيع الأمانة تنفيذها بسبب الدعم المالي، وضرب مثالاً على ذلك بأن بعض المخططات السكنية تفتقد للإنارة، أو السفلتة، فيما يفترض أن يجد المواطن جميع الخدمات وصلت إليه، مبيناً أن هذا قصور في الموازنة المخصصة للشرقية. وأبدى تفاؤله بتحسن الوضع، مبيناً أن وزارة المالية على اطلاع على هذا الأمر، كما أن أمير الشرقية، الأمير سعود بن نايف، ونائبه، يدفعان في اتجاه زيادة موازنة أمانة الشرقية والبلديات التابعة لها. هيئة عليا للشرقية وعلى مستوى وجود هيئة عليا لتطوير المنطقة الشرقية، توقع الجبير أن تبصر هذه الهيئة العليا النور قريباً، مضيفاً إن أمير الشرقية يدفع لإيجاد مثل هذه الهيئة، على غرار هيئة الرياض. وفي الوقت ذاته لا يخفي تأييده لزيادة رأس المال المخصص للمشاريع في حال تعهَّد المقاول إنجازه في فترة أقل، كأن ينجز المشروع في سنة بدلاً من ثلاث سنوات، وإن زاد المبلغ الذي يتقاضاه المقاول، حيث سيضمن ذلك سرعة الإنجاز، وتخفيف الأعباء على المستثمرين، والانتقال إلى مشاريع أخرى. كما يميل إلى أن تتولى جهة واحدة إنجاز المشاريع الخدمية، من سفلتة وإنارة وصرف صحي وكهرباء، وغيرها، وألا يخضع التنفيذ لطلب مواطن واحد، وخاصة في المخططات، مبيناً أن هذا الأمر سيقضي على مشكلة الحفر والردم، ثم الحفر والردم، من جهات عدة. محجوزات أرامكو ويشعر المتحدث مع أمين الشرقية أن عبئاً كبيراً أزيح عن كاهل الأمانة في ما يتعلق بمنح الأراضي، وقال الجبير: إن الأراضي انتهت من البلدي إلى وزارة الإسكان، تاركاً التعليق لها، فيما رأى أن مشكلة محجوزات أرامكو مستمرة. موقع الأمانة تعمل أمانة الشرقية على وضع البيانات والمعلومات التي يحتاجها المواطن والمقاول في موقعها على الإنترنت، وذكر الجبير أن المخططات الجديدة موجودة على الموقع، مضيفاً إنها تتيح للمواطن الحصول على معلومات عن الأراضي التي ينوي شراءها، وهل هي ضمن المناطق المسموح فيها بناء ثلاثة طوابق أو لا، إضافة إلى التعريف بنوع الخدمات المتوافرة في المخطط. وأبان أن الأمانة ستطرح مستقبلاً المشاريع التي تنوي إنجازها، من عقود وشروط وغيرها، ليكون المقاولون على اطلاع. للعزاب نصيب فيما نسيت الأمانة سنوات طويلة الشباب، تشهد أروقتها توجهاً للاهتمام بهم، وتمثل ذلك في إعلان تخصيص أراضٍ في المخططات الجديدة لإقامة ملاعب رياضية عليها، والبحث عن أراضٍ في المخططات القائمة للغرض ذاته. وأوضح الجبير أن التركيز كان على العائلات، أما التوجه الآن فإلى الشباب، وإتاحة أماكن لهم للأنشطة الرياضية والفعاليات، مبيناً أن الهيئة العامة للسياحة والآثار وإمارة الشرقية تدعم هذا التوجه. شواطئ الشرقية وأوضح الجبير أن ملف تطوير الواجهات البحرية في مدن الشرقية حاضر، ولا يمكن أن يغيب عن برامج الأمانة، حيث إن أغلب المدن تطل على الشاطئ، إضافة إلى إعادة الحياة إلى المسطحات الخضراء وإكثارها في المدن، إلا أنه ربط توسيع الرقع الخضراء بإمكانيات الأمانة، موضحاً أن المشكلة ليست في إيجاد مساحات خضراء، وإنما على مستوى الصيانة والتنفيذ بعيد المدى. مداخل المدن وأشار أمين الشرقية إلى غياب الرقابة عن مداخل المدن، مبيناً أن القادم يلاحظ مراعي جمال، أو مخلفات، أو تشاليح، موضحاً أن العلاج موجود، وسيحدد لها برامج للتعامل معها بالتنسيق مع الجهات الأخرى. موازنات مستقلة وعدَّ الجبير وجود موازنة مستقلة لكل بلدية يلبي حاجاتها أمراً حيوياً، حسب ما تعتمده كل بلدية من مشاريع وبرامج، وباعتماد معايير عدة، من بينها عدد السكان والمساكن والهجر، إلا أن بعض البلديات تحتاج إلى تدخل استثنائي في دعم موازنتها، بحسب البرامج الطارئة فيها. أمانة حفر الباطن وأيد الجبير أن تحظى حفر الباطن بأمانة مستقلة، موضحاً أن ذلك سيعطيها حقها في التركيز على تطوير المحافظة، والانطلاق بما يناسبها. وفيما يتعلق بالتوسع الأفقي في البناء، أوضح أن ذلك يخضع لاعتبارات عدة قبل منح الترخيص له، ومن بينها أن تكون خدمات الطرق تستوعب الزيادة. ومنذ تولي الجبير أمانة الشرقية، لخص المشكلات التي ترد إليه من المواطنين في نقص الخدمات من كهرباء، وإسفلت، وخاصة في المخططات الجديدة، مثل مخططات غرب الدمام، والعزيزية. ورأى أن الأمانة تنفذ مشاريعها، إلا أن معدل نمو الإسكان الحالي أسرع من تنفيذ الأعمال، مرجعاً السبب إلى تأخر الاعتمادات المالية. بعض البلديات تحتاج تدخلاً استثنائياً في دعم ميزانياتها
إذا لم تستفد البلاد من الطفرة الحالية فمتى ستستفيد؟
نظام المشتريات الحكومية لا يتناسب والطفرة التي تعيشها البلاد
بعض البرامج لا تستطيع الأمانة تنفيذها بسبب الدعم المالي