اعتبر أهالي النعيرية احتياجاتهم بمثابة المطلب الحيوي، نظراً لما تحوي من خدمات أساسية واحتياجات تمس حياتهم اليومية، فهم لا يرغبون في إيجاد متنزهات ترفيهية على أهميتها لعائلاتهم وأطفالهم، بل يطمحون لإصلاح البنية التحتية للمحافظة، وإقامة مشاريع ذات طابع خدمي يتمكن من خلالها المواطنون إنجاز معاملاتهم اليومية والحيوية دون تكلف عناء السفر مئات الكيلو مترات لإنجازها، كالجوازات والأحوال المدنية. ف «النعيرية» هي إحدى محافظات المنطقة الشرقية، تقع على مفترق طرق دولية منها طريق الرياض – الكويت، وطريق الشمال الدولي الذي يربط دول الخليج ببلاد الشام. مساحتها الإجمالية 25 كيلو متراً مربعاً وعدد سكانها يقدر بخمسين ألف نسمة. مستوى الخدمات البلدية ويقول الإعلامي والرئيس السابق لنادي النعيرية الرياضي ناصر الدعيج: «يتطلع المواطن بالمحافظة إلى رفع مستوى البلدية من فئة (ج) إلى فئة (ب)، ونحن نعلم إلى أن المجلس المحلي ورئيس البلدية قد قابلوا الوزير ونقلوا له ذلك. مشيراً إلى عدم وجود بنية تحتية في المحافظة، كما أن مشروع الصرف الصحي يعاني من التعثر، حيث قيل لنا إنه سينتهي خلال سنتين، بينما نحن في السنة الثالثة ولم نر شيئاً حتى الآن». ويواصل الدعيج قائلاً «المخطط الجديد 119 الربيع والخليج 121هناك تصاريح بناء لكن لا توجد بها بنية تحتية، فكيف يستطيع المواطنون البناء فيهما دون وجود خدمات رئيسة، مؤكداً أن تأخر وصول هذه الخدمات سيؤدي إلى تعطيل المواطنين في إنجاز منازلهم والسكن بها. وأضاف: نريد أيضاً رفع سعة الاستيعاب في المستشفى العام لأكثر من ثلاثين سريراً وتوفير استشاريين كي تجرى فيه عمليات كبرى، فالمبنى تغير والكادر الطبي لم يتغير منذ سنوات»، وزاد: «نطمح ببناء نادي النعيرية الرياضي القديم ليكون مقراً نموذجياً للشباب، يحميهم من الضياع والفراغ، فهم يشكلون 70% من المجتمع». والميزانية المواطن عايض الغنيم، قال بعفويته التي وصفها بالبدوية: «الديرة القديمة كل ما فيها خربان، طرق تجاوز عمرها أربعين سنة، ولم يتم تحديثها أو صيانتها، والماء غير صالح للاستعمال، حيث أتلف (الأوادم)، ومن شدة ملوحة الماء فإن الأواني تصدأ. مشيراً إلى أن الفلاتر التي توضع لا تتحمل ملوحة الماء، ولا يتم تغييرها إلا كل أربع سنوات. أما من ناحية الصرف الصحي، فالبيارات لا تلبث أن تفيض فتملأ الحواري بالقاذورات والروائح الكريهة». ويواصل الغنيم قائلاً: «الميزانية التي تخصصها الدولة كبيرة، لكننا لانعلم أين تذهب، ويبدو أن النعيرية ليس لها نصيب من هذه الميزانية، فالأرصفة محطمة، والشوارع مظلمة، واللمبات باهتة على حالها لاتتغير منذ فترة طويلة. وينتقد الغنيم رؤساء البلدية قائلاً: «كل رئيس بلدية يأتي ينتقد من سبقه ويصف مشاريعه بالخاطئة، ويبدأ بإزالتها، ويستمر النقد والنقد المضاد ونبقى نحن دون مشاريع حقيقية (محلك سر). وأضاف متسائلاً «هل تصدق أن عرض النعيرية فقط نصف كيلو جنوباً، وأنه ممنوع البناء فيها، وأن (مليجة) دخلت على النعيرية و(الشباك) حدت من توسع المحافظة؟ وقال محبطاً: «لا توجد زراعة ولا يوجد شيء راحت الديرة ولاحد يتكلم عن ذلك». ووجَّه الغنيم اللوم لأعضاء المجلس المحلي لأنهم لا يعملون لمصلحة البلد، وقال: «إن كل واحد منهم يأتي ليأخذ مصلحته ويمضي»، مشيراً إلى أنهم ليسوا من أبناء النعيرية. كما أن مسؤولي المحافظة والبلدية يتصرفون بعشوائية وعلى مزاجهم. ويضيف: «كل المشاريع متأخرة؛ المخططات الجديدة كلها غبار ولم تسفلت، مشيراً إلى أن هناك تراخياً وتسيباً في الجهات والدوائر الحكومية، حيث يذهب المواطن في الساعة العاشرة صباحاً، فلا يجد الموظف الذي يقضي له معاملته». نفتقد المؤسسات الحكومية من جهته، قال المواطن حمود حمد الخالدي: «لا يوجد في النعيرية مبنى للضمان الاجتماعي، والنعيرية تتبع مركز الصرارعلى بعد 60 كيلومتراً، متسائلاً: هل يعقل أن أهالي محافظة يراجعون مركزاً؟. كما أنه لا يوجد مكتب للعمل ونراجع الخفجي على بعد 150 كيلو متراً، والأحوال المدنية لا يوجد فيها قسم نساء، فنساؤنا يراجعن الدمام ونلاقي صعوبة شديدة، في ظل إجبار النساء على استخراج الهوية، وكذلك لا توجد جوازات للسعوديين فنحن أيضاً نراجع الدمام أو الخفجي، وقال: الجوازات الموجودة هنا خاصة بالعمالة فقط. هل يعقل ذلك؟». إصلاح الطرق الخارجية المواطن سعد البدر، قال: «نحن لا نريد شيئاً خاصاً بنا، بل نريد تنمية عامة للمجتمع، فطريق النعيرية إلى حفر الباطن على سبيل المثال، يوجد به حوالي 15 تحويلة في 200 كيلو!! أما طريق النعيرية – الخفجي فهو طريق تكثر به التعرجات وعدم الاستواء، بين ارتفاع وانخفاض، مشيراً إلى أن الجهات المعنية لم تجبر المقاول لكي يصلحه، تاركين الطريق بعيوبه عرضة للحوادث الكثيرة التي يذهب ضحيتها العشرات من أقاربنا وأهلنا، فمتى يتم إصلاح هذه الطرقات؟». ارتفاع أسعار الوايتات المواطن بدر البدر، قال: «هناك أراضٍ (سبخ) بوسط البلد لا يوجد بها صرف صحي، والبلدية ترفض توفير سيارة لشفط (البيارات) في حي المحمدية، ولذلك ارتفع سعر (شفط الصرف) إلى 400 و500 ريال للوايت في الوقت الذي كان سعره سبعين ريالاً فقط». السوق الشعبي في المحافظة (الشرق – خاص)