اشتكى سائقو حافلات (خط البلدة) في جدة مما وصفوه ب(النظرة الدونية) التي يشعرون بها من قبل الآخرين، وسيل التهم التي تنعتهم بشتى الأوصاف التي ليست فيهم، في وقت يتجاهلون الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي جعلتهم سائقين لتلك الحافلات يجوبون شوارع المدينة من شروق الشمس وحتى منتصف الليل من أجل إعالة أنفسهم وعائلاتهم. واعتبر عدد من السائقين في بوحهم ل”الشرق” أنهم يقدمون خدمة جليلة لقطاعات من المجتمع، ويتحملون عنت ومشقة العمل في أجواء مناخية صعبة، ويأملون ولو (نظرة تقدير) على حد قولهم. وقال محمد عبد الرحمن إنه يعمل في هذه الحافلة منذ 25 سنة، وسط اتهامات مستمرة لهم بالتهور في القيادة وعدم الالتزام بالنظام وافتعال المشكلات، (لا أنكر أن هناك بعض الحالات، ولكن التعميم لا يجوز، فهناك أيضا من يلتزم بحدود النظام، واللياقة في التعامل مع الركاب ومستخدمي الطريق، بل إن بعضنا لا يتقاضى أجرته من الطلاب مساعدة لهم). أما بكر الحربي فدعا الجهات المختصة للسماح لهم بشراء حافلات جديدة وإصدار تراخيص عمل ،(لا أملك فرصة عمل إلا كسائق لهذه الحافلة التي لا أملكها حتى). واعترف أن بعض السائقين يغيرون مساراتهم حتى يصلوا مبكرا للمواقف للظفر بأكبر عدد من الركاب، كما أن بعضهم ينفذ رغبات الركاب بتغيير المسار، وهذا يعد مخالفة نظامية. واشتكى خالد الجيزاني من عدم قدرته على نقل تصريح الحافلة باسمه، مشيرا إلى أن هناك آخرين يعانون المشكلة نفسها. وعرج إلى ما وصفه ب(مضايقات المرور) التي تقابلهم، وعدم احترام البعض لهم وتقديرهم لعملهم المهم جدا. أما سعد الولدي الذي يقود حافلة أخيه المتوفي فتطرق إلى المضايقات التي يجدونها من زملاء المهنة: (نتعرض لكثير من المشكلات مع السائقين الذين يقودون براتب أو نسبة لأنهم لا يطبقون قانون السير، ويتجاوزون السيارات بطريقة جنونية لأن همهم الوحيد هو المزيد من الدخل، وهو ما انعكس سلباً على كل السائقين. وبرر توقفهم العشوائي بسبب عدم وجود مواقف أو أماكن محددة للوقوف. بعض السائقين ينقلون الطلاب مجانا تصوير: سعود المولد