تسبب العطب الدائم والحفريات المتواصلة في شارع مهم بأحد أحياء مكة بخسائر مادية كبيرة للمواطنين، حيث يشكِّل هذا الشارع بالنسبة لهم شرياناً حيوياً يختارونه لقضاء حوائجهم المختلفة وذهابهم اليومي لأعمالهم. وأبدى عدد من سكان حي شرائع المجاهدين بمكةالمكرمة استياءهم من الخسائر التي يتعرضون لها جراء الحفريات في الشوارع التي تتسبب في تلفيات متعددة بسياراتهم. هبوط الإسفلت يقول غريب العصيمي من سكان الحي: «الطريق العام يؤدي إلى تلف السيارات من خلال هبوط الإسفلت بسبب علب الصرف الصحي، أو أثناء هطول الأمطار، وبسبب ذلك فإن المواطن يدفع فاتورة إصلاح السيارة بشكل متكرر». وأضاف «حي شرائع المجاهدين مهمش ولا توجد به خدمات، والبلديات ترفع ميزانياتها، ولكن لا نرى هذه الزيادة على أرض الواقع». القلب النابض للحي ويتفق المواطن ماجد الحربي معه، ويقول «شارع الشرائع العام هو الشارع الرئيس للحي والقلب النابض له، وتقع عليه جميع المحلات والأسواق، إلا أنه يعج بالحفريات التي ترهقنا وترهق أبناءنا لدرجة أن السكان يتفادون هذا الطريق عندما تكون برفقتهم زوجاتهم الحوامل توخياً لعدم حدوث أي مكروه لهن». خمسون سنة من الإهمال أما المواطن سعد المالكي فيبين أن سيارته سقطت في إحدى الحفر الناتجة عن هطول الأمطار لرداءة الطريق، وقال: «كل ما نريده هو الحل الجذري من الأمانة وبلدية الشرائع، موضحاً أن «كل مواطن من الحي يمر بهذا الطريق عليه أن يرصد ميزانية شهرية من مرتبه لصيانة سيارته». وأوضح المواطن هذال العتيبي أن البلدية لا تهتم بشرائع المجاهدين كاهتمامها بأحياء مخططات الشرائع، لافتاً إلى أن شرائع المجاهدين ومنذ ما يقارب الخمسين سنة لم تواكب التطور في أغلب الخدمات. وتساءل المواطن مصلح المقاطي «أين دور المجلس البلدي وأين الوعود والصلاحيات التي يطالبون بها؟». وأضاف المواطن نايف النايف «نعاني تدفقات الصرف الصحي من بيارات المنازل وخروجها على السطح كمستنقعات ما يؤدي إلى تلوث بيئي وتكاثر البعوض». مراحل تنفيذ المشاريع ومن جانبه، يوضح الناطق الإعلامي لوكالة خدمات الأمانة سهل مليباري أن خطة الأمانة تقضي بتقسيم العاصمة المقدسة إلى أربعة أقسام بحيث يتم رصد احتياجات كل منطقة من المشاريع ثم تأتي مرحلة تنفيذ المشاريع وفقاً للأولويات. وأضاف أنه في بعض الأحيان يتم تأجيل عمليات التنفيذ لارتباطها بمشاريع أخرى، خاصة بالمياه والصرف الصحي، مؤكداً أن التوجيهات تصب نحو الإسراع في تنفيذ الصيانة للشارع العام والمتابعة في حال يحتاج للصيانة. وألقى رئيس بلدية الشرائع المهندس فهد البشري باللائمة والمسؤولية عن طريق الشارع العام وما يحدث فيه من مشكلات على مصلحة المياه والصرف الصحي، مرجعاً سبب الهبوط والتشققات التي حدثت بعد قيام مصلحة المياه بتسليم مشروع شبكة المياه والصرف الصحي للمقاول الذي تسلَّم المشروع بدون متابعة الاشتراطات الخاصة بذلك، ما أوقعه في مخالفات إضافة لعدم التجاوب معنا فيما يخص ذلك. وقال ل «الشرق» لقد تم إرسال خطاب يوضح إهمال المقاول ولكن لم يتجاوبوا معنا. نعترف بالتقصير والإهمال واعترف البشري بوجود نقص في النظافة، وقال: «لاشك أن هناك نقصاً في النظافة وعدم رضا من جانب إهمال النفايات لفترة، ولكن المواطنين بالتنسيق من أمانة العاصمة المقدسة بصدد طرح عقود جديدة، سيكون على إثرها لكل حي من الأحياء مقاول خاص به، وستكون هناك نقلة نوعية في موضوع النظافة ترضي الجميع، مبيناً أن المواطن سيلمس تغيراً كبيراً عما كان عليه الأمر في السابق من تقصير وإهمال. وفيما يخص مياه الطفح والنزح من مياه الصرف الصحي فقد ثبت أن ذلك يخص أحد الأبنية السكنية وإضرارها بالبيئة والمواطنين، ومن خلال ما يتم رصده من المراقبين فسيتم طلب الشخص المسؤول عن نزح المياه سواء عن طريق منزله أو الشرطة، كما يلزم بسحب مياه الصرف الصحي بحسب الإجراء المتبع من مخالفات تسرب مياه الصرف الصحي. من جهة أخرى، حذر البشري المواطنين من التصرفات غير المسؤولة في استخدام شبكة الصرف الصحي، وقال: نحذر المواطنين من شبك مياه الصرف الصحي الخاص بهم مع شبكات الصرف الصحي التي تم توزيعها على الأحياء، حيث لم يتم الإذن باستخدامها حتى الآن لعدم اكتمال المشروع، وقال: يُعد هذا التصرف في حال حدوثه مخالفة ستبلَّغ الجهات الرسمية المخولة بها ومعاقبة مَنْ يتسبب في ذلك. وأضاف قائلاً: إن شركة الكهرباء لم تنسق معنا فيما يخص قطع الأشجارالعالية، التي تسبب تماسات كهربائية ورميها في الشارع ما يضطر المواطن وضعها بجانب الطريق أو إيذاء جاره ما يؤدي لوقوع مشكلات بين المواطنين. رد الشركة المنفذة وتعقيباً على ما ورد في تصريح رئيس البلدية، أكد المهندس عبدالله حسنين مدير وحدتي العمل في شركة المياه الوطنية بمكةالمكرمة والطائف أن المشروع يتبع شركة المياه الوطنية وسُلِّم للمقاول، وينص على أن المقاول المسؤول عن صيانة الطريق بعد انتهاء السفلتة لمدة سنة كاملة يتم تحويل الطريق إلى دائرة الصيانة التابع لمقاول آخر يختص بمتابعة مشاريع الصيانة التابعة لشركة المياه الوطنية. أما الناطق الإعلامي ومدير عام العلاقات العامة في أمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني فرد على اتصال «الشرق» بقوله: «لا أستطيع الرد على ما يخص الطرق والمشاريع في مكة». نفايات متراكمة في شوارع الشرائع (تصوير: هادي عيد)