أكد الدكتور الفنان راشد الشمراني أن تعدد مهنه زائل، فهو الاختصاصي والضابط والمؤلف والممثل، لكن الأساس بالنسبة له هو ممارسة الفن، مضيفاً أن ممارسته لمهنة العلاج ب «السايكودراما» تجعل التباعد بين المهن قليلاً. وقال إنه ليس أنانياً، وليس مجبراً على دعم الوجوه الشابة، وإذا كان قد دعم فلا يجب أن يصرح بذلك، فالأهم هو نجاح الدعم، ووصول الموهبة إلى الجمهور. * – أي الألقاب أقرب إليك، «سعادة العميد»، أو «سعادة الدكتور»، أو «المؤلف والفنان»؟ كل شيء زائل، والأساس هو ممارسة الفن. ومع تعدد المهن، فأنا شخص واحد، وهذا التنوع الحياتي يضاف إلى رصيدي الإنساني. * – أين يجد راشد مكانه بين كل هذه المهن؟ أمارس مهنتي معالجاً ب«السايكودراما»، وهذا لا يبعدني عن الفن، والمسألة تكاملية، كما ذكرت. * – لو حدثت جريمة في حضور راشد، أي من الشخصيات ستتلبسه سريعاً؟ جميعها خيارات صعبة، ونحن لا نعرف ما في أنفسنا إلا إذا وضعنا على المحك. * – أنت متهم بالأنانية، وأنك ترفض تبني الوجوه الشابة؟ لا أعتقد ذلك، وإذا كنت وقفت أم لم أقف مع أحد، فليس ضرورياً أن أعلن عن ذلك. الأهم من وجهة نظري أن تظهر هذه الموهبة للجمهور، وأن أقف معها بجدية؛ كي لا تحجب. * – حدثني عن رفض والدك -رحمه الله- لامتهانك الفن، وعن صحة تشبيهه الفنان ب»المضحكاتي»؟ الحكم في ذلك يعود للعمل الذي يقدمه الفنان، ولا نستطيع الحكم على ما في ذهن الفنان، فقد يحكمه الوقت ليقدم نمطاً معيناً، أو لربما تكون محطة في حياته، أو أن يمتلك رؤية استشرافية. * – يقال إن الكوميديا «تهريج»، ولم تعد هنالك كوميديا حقيقة؟ النظرة الاستهلاكية غزت كل شيء في حياتنا، والأمر يعود إلى عدم وجود حدود وفوارق معروفة، وهنالك سهولة في دخول الساحة وامتهان التمثيل، ولا يوجد سياج معرفي، وسياج متحضر، فكل هذا الركام هو جزء من قدرنا. * – قدمت أدواراً اجتماعية مختلفة وصعبة وثقيلة، أَلم يشكل ذلك عبئاً عليك؟ التوازن هدفي في مختلف الأدوار، فأنا أمارس الخدمة الرسمية، واختصاصي ووظيفتي كما ذكرتُ لك هو العلاج النفسي، كما أنني أمارس مهنة التمثيل والفن. * – لماذا تخصصت في العلاج النفسي؟ أحبه وأرغب فيه، ومنذ أن كنت طالباً في الجامعة وأنا محب وعاشق لهذا العلم، وهو مهم لعمل الفنان، ففي الدراما يجب أن يعي الممثل أنماط الشخصية واضطراباتها ليقوم بتمثليها. * – بعض المثقفين والإعلاميين، بمن فيهم الفنانون، يسوِّقون أنفسهم أمام الجمهور كمصلحين اجتماعيين؟ لماذا من وجهة نظرك؟ هذا أمر موجود منذ أن خلق الله البشر، فالجميع أصبحوا يمارسون عملهم، من اختراعات، وتأليف، وغيرها، لإسعاد ذواتهم الشخصية، لكن يبقى البشر بشراً، والكمال لله. * – هل لجأ إليك أحد من الممثلين طالباً العلاج؟ كلنا بحاجة لهذا التوازن لمعرفة ذواتنا، وإعطاء أنفسنا قيمتها الحقيقية. جميل أن تكون ذاتك بكل صدق ووضوح وموضوعية، بعيداً عن نظرة الكمال. * – لماذا لايزال مجتمعنا يعامل المرضى النفسيين بقسوة، وينظر إلى مراجعة الطبيب النفسي نظرة قاصرة؟ لا أؤيد هذه «الكليشة». عملت في عيادة نفسية سابقاً، وهنالك انفتاح كبير عند الناس، فهم يأتون كثيراً، ونحن مجتمع محافظ في النهاية، ولكن من يأتي يطلب العلاج يتكلم معي بكل شفافية، وهي مرتبطة بالذات البشرية في كل ما يتعلق بالأمراض والاضطرابات النفسية. * – يقول شكسبير على لسان السيدة ماكبث «من الخطر أن يتكلم الوجه. فليكتم جبينك ما في قلبك». هل المقولة تنطبق على راشد؛ كونك عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون، ولم تدافع يوماً عن المسرحيين؟ أنا عضو في مجلس إدارة الجمعية، لكن هذا لا يعني أن دوري الدفاع عن أحد، أنا لا أحب أخذ أدوار ليست لي، وإذا جاء موقف وطلب مني قول كلمة حق، فلن أتردد. * – ما السر في عودتك لشخصية «أبوهلال»؟ كانت مجرد استرجاع، ورجعت إليها في فيلمي الأخير الذي قمت ببطولته «صباح الليل». * – هل شخصية أبوهلال شخصية حقيقية؟ أبو هلال شخصية خيالية، فهو مجموعة شخصيات مرّت في حياتي ومشاهداتي، وما سمعته تستطيع أن تقول عنه «كولاج» من مسموعات ومشاهدات عديدة. * – ما رأيك في المشاهير الذين يستخدمون الأدوية النفسية؟ لا أنصح باستعمالها لأي شخص؛ فهي تعالج العَرَض، ولا تعالج المرض، فالأعراض مستقرة، وجذور المشكلة والمحرك الرئيسي لها موجود، لابد من العلاج النفسي غير الدوائي، ثم الجلسات النفسية، للوصول للمشكلة وحلها نهائياً. * – هنالك بعض المثقفين والممثلين يعيشون فصاماً للشخصية؟ هل هذا صحيح؟ لا أقول فصاماً، ولكنه ازدواج، فهذا يعود إلى أن الممثل يعيش بأكثر من دور وقناع، والسعيد منهم الذي يستطيع أن يسيطر على حياته، ويعرف كيفية التصرف الصحيح. * – ما ضريبة الشهرة؟ الشهرة حقل ألغام مطلوب من الذي يدخلها الحذر الشديد. * – لماذا أخذ التمثيل منا المؤلف راشد الشمراني؟ الحقيقة أنني تفرغت لعقد من الزمن عن التلفزيون، ولهذا أسباب، لكنني أشعر بحنين لبيتي الأول «المسرح». * – لماذا لم يعرض مسلسل «خطوات على جبال اليمن» مرة أخرى على التلفزيون السعودي؟ مع الأسف، وعدونا خيراً، ولكن الرقابة تحديداً أخّرت عرضه لأكثر من ست مرات، ولم يفوا بوعدهم حتى الآن. أعدنا مونتاجه ليكون مترابطاً أكثر حسب وجهة نظري الخاصة، واختصرنا عدد حلقاته من 22 إلى 18، ولكن وعود الرقابة حالت دون عرضه. سأقوم بتوزيعه على المحطات التلفزيونية قريباً، بالرغم من المحاذير القانونية لذلك، وأنا مستعد للدخول في مواجهة قانونية مع التلفزيون إذا لزم الأمر.