تبلورت فكرة حملة “الأخدود.. أرض الحضارات” عندما لامس المشرف على الحملة الكاتب سعد آل سالم اهتمام القراء بمقاله الذي نشر في إحدى الصحف المحلية بعنوان ” الأخدود باليونسكو”، إذ قال “أحسست حينها أن الجميع لديه رغبة وإصرار في تسجيل الأخدود ضمن التراث العالمي، وكان الهدف الرئيسي من ذلك هو أن يكون هنالك اهتمام أكبر بالمدينة التي أهملت ولم تلقَ العناية الكافية من هيئة السياحة والآثار”. ويستغرب آل سالم من إهمال هيئة السياحة والآثار، حتى بعد توجيهات الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة نجران، وإعلانه عن دعم الحملة، وإصدار توجيهاته للهيئة. ويؤكد آل سالم أن أبرز الداعمين للحملة هو أمير منطقة نجران “وجدنا منه كل دعم وتشجيع في سبيل تحقيق هدفنا، ومازلنا نطمح إلى مزيد، وكذلك نأمل أن يشكل لجنة لمتابعة متطلبات الحملة والقائمين عليها”. وأكد آل سالم أن “رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان حريص كل الحرص على التفاعل مع كل ما من شأنه الرقي بقطاع السياحة والآثار، لكن مكتب السياحة والآثار في منطقة نجران يفتقد إلى المختصين في هذا المجال، ما جعل الحملة تمشي ببطء، بسبب عدم وجود الكادر المختص، ولعدم التفاعل المرجو من قبل الإخوان هناك، رغم وعودهم وكلامهم الجميل لنا عند لقائهم”. ويقول آل سالم “لو تم النظر لها بعناية، لضاهت آثارها التراث الفرعوني والروماني والإغريقي ومناطق الشام والدول الأوروبية، فهي أرض حضارة وتاريخ قديم”؛ مضيفاً “الآثار التاريخية والإنسانية العظيمة محل اهتمام جميع دول العالم، ومن خلال حملتنا للاهتمام بالأخدود كبداية لباقي مناطقنا الأثرية نريد أن يعرف جميع العالم أننا أصحاب حضارات امتدت آلاف السنين، وأن أرضنا هي ركيزة جميع الديانات، وأرض الحضارات، ورسالتنا لمجتمعنا الداخلي أن يلتفتوا إلى تاريخهم الذي يحيط بهم من كل الاتجاهات، ليكون ملهماً ومصدراً لإبداعاتهم وحواراتهم الثقافية”. وبدا آل سالم سعيداً بانتشار الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تأييداً ودعماً لها، بالإضافة إلى ردود الفعل التي لامسها في المواقع الإلكترونية، موضحاً “في ما يبدو للمتابع أن الجميع مؤيد ومشارك في الحملة”. وتسعى الحملة في الوقت الحالي إلى الاهتمام والتطوير والتنقيب عما في داخل الأخدود، ومن ثم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي، وتواصلت الحملة مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” للانضمام لها، من خلال سفير المملكة هناك، “لكنه أخبرنا أن القادر على هذا الأمر هي الهيئة العليا للسياحة والآثار”. وعن “الأخدود”، يقول آل سالم: أول ما يأتي ذكر الأخدود تتبادر إلى أذهاننا سورة البروج في القرآن الكريم، التي ذكرت قصة أصحاب الأخدود، وإيمانهم وانتصارهم لعقيدتهم الإيمانية أمام نار “ذو نواس”. ويعتبر الأخدود أول محرقة في التاريخ العالمي، التي قام بها ذو نواس واليهود ضد المؤمنين بالمسيح لتغيير عقيدتهم، كما ورد في التاريخ، ومن هنا تكمن أهمية الأخدود، وهو يعني الصمود في وجه الظلم والموت، وفي سبيل الحرية أيضاً. وتكمن أهمية الأخدود في تعاقب الديانات السماوية على أرضها، من يهودية ومسيحية وإسلامية، ولا أخفيك أن بقاءها بهذا الغموض، بدون البحث والتنقيب في أرضها، يجعلنا نتطلع لمزيد من الاكتشافات التي قد تقودنا لمعرفة أشياء أخرى تغيب عن الجميع.