تحوّل اسم «أرض الحرس» التي أهداها الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمواطن في حائل إلى «أرض الحراسة» وهذا يسميه أهل اللغة «الانزياح» وهو مصطلح قديم «غير مطوّر» والحقيقة أنها ليست حراسة فقط، بل دفاع مُحكم، ووسط متين، وهجوم عكسي محترف، وهذا «المنتخب» الذي يلعب كله «بالمواطن» وليس معه، والمبرر الطريف أن الأرض الهديّة للمواطن استولت عليها «هيئة تطوير حائل»، ولأن الهيئة تعرف أولويات المواطن أكثر منه، فقد قررت أن «تطوّر» هذه المساحة التي تشكل حوالي20% من مساحة المدينة و»تستثمرها» وتشيّد عليها «مشاريع تنموية» من حدائق وفنادق وربما شاليهات وخليج صغير يسمّى خليج الجبلين، كل هذا والمواطن بلا سكن، فربما «هيئة التطوير» لا ترى أن السكن من أولويات المواطن فهو باستطاعته أن يبني خيمة في «شعيب مشار» مستمتعاً بالجو الساحر الهادئ، وإن أراد «الإسمنت» فليتوجه للاستجمام بالمدينة التي أُنشئت على الأرض التي أُهديت له، وإن أراد أن «يشتري» قطعة أرض بالمكان الهدية فإن الهيئة لا تُمانع بذلك! المواطن فقد يأمل أن تقوم الهيئة بتسليم الأرض لوزارة الإسكان حسب قرار خادم الحرمين الشريفين الصادر مؤخراً ليتم إيصال الخدمات إليها بدلاً من طريقة الهيئة التي تقوم ببيع أجزاء من الأرض لاستكمال البنية التحتية! الأرض تعدت عامها العاشر ومازالت تغري أحلام المواطن «ببياضها» الأخّاذ، ولم تفقد سوى بعض أطرافها التي لم تقاوم شهوة «الاستثمار»، فيما يتغاضى عاشقها يتغاضى.. مقنعناً نفسه أن ذلك ما هو سوى «شامة» تزيدها إغراء وجاذبية! الأرقام تقول إن لدى هيئة التطوير 100 مليون متر مربع، وإن عدد المسجلين بانتظارها حوالي 70 ألفا، وبحسبة بسيطة نعرف أن جزءا كبير جداً من مشكلة الإسكان في حائل يمكن حلّه بكل بساطة، كل ما يتطلّبه الأمر أن تتخلي الهيئة الموقرة عن تكتيك «وين إذنك ياحبشي»، أو على الأقل تبرر الهيئة موقفها أمام المواطن المقهور! *هيئة تطوير حائل -كي لا أظلمها- لا أعرف عنها شيئاً، ولا أدري هي استشارية أم تنفيذية أم.. أم ماذا؟، سيّما أن موقعها الإلكتروني اختفى فجأة من الشبكة العنكبوتية !