يحل الصيف وتأتي الإجازة.. ويضرب الفراغ باطنابه ثقيلا بطيئا.. يجثم على الصدور ويكتم الأنفاس.. هكذا الحال لدى عامة الناس ممن لا سبيل لهم للفكاك من الأسر القسري والتكبيل الجبري داخل البيوت أو المدن. لكن فئات غير قليلة من المواطنين يخرجون من الأسر ليسيحوا في الأرض غربا وشرقا جنوبا وشمالا.. فلا تطأ قدماك شبرا إلا وتراهم أمامك.. يتنقلون فرادى وجماعات عزابا وعائلات بين كل الدول.. لا خوف البتة على أهل الخبرة والمعرفة منهم ممن ألفوا السفر والحل والترحال.. ولم يعودوا هدفا للقراصنة.. ولا صيدا سهلا للمتربصين الذين أعدوا العدة.. وشحذوا الهمم لاصطياد المزيد من الفرائس.. ورتبوا تشكيلات فريدة من الخطط والمكائد للحصول على مبتغاهم. من ترميه ظروف السفر خارج البلاد للمرة الأولى.. أو ذلك الذي لا يملك الدليل والمعرفة بأحوال تلك البلدان .. بصحبة عائلته.. أو رفاقه للسياحة والتنزه ربما لا يسلم من تلك الشراك والحبائل التي قد نصبت له ولأمثاله لتنظيف جيوبهم وابتزازهم. سياسة تنظيف الجيوب لا ينجو منها معظم المواطنين المغادرين للسياحة خارج الوطن حتى ولو بشكل غير مباشر كرفع إيجارات الفنادق والشقق والشاليهات.. أو المواصلات.. أو الوجبات التي تقدم في المطاعم والأماكن السياحية ويضاعف فيها السعر على السائح الخليجي بشكل خاص. لكن هناك صورا أخرى توضح ما يقوم به المتخصصون في القرصنة السياحية المباشرة مثل سرقة السيارات .. أو جوازات السفر والأوراق الثبوتية.. والنصب الواضح من خلال ما يسمى بالزواج العرفي والذي يذهب ضحيته أعداد هائلة من الباحثين عن المتعة والهوى الزائف. الاستراتيجيات الجديدة والمنظمة والتي ينفذها ثلل محترفة من الصيادين والذين يبرعون حد الإبهار في الإيقاع بفرائسهم قد تنطلي على الكثير من الطيبين والسذج والبسطاء.. وخذ مثلا حيا :يأتيك شخص وأنت مستمتع بصحبة العائلة في مكان عام ويطرح عليك سؤالا ويعدك بالمزيد من المفاجآت والهدايا والعروض أن أجبت عليه رغم أنه سؤال قد يجيبه عليه أحد الأطفال الصغار.. وقد يتطوع ذلك الشخص بحل السؤال.. المهم في النهاية يبارك لسعادتك بتحقيق هذا الإنجاز ثم يقدم لك دعوة لحضور احتفال في اليوم التالي وما عليك سوى تسديد خمسين ريالا سترد لك عند حضورك.. ستكون سعيدا وستبادر بدفع المبلغ.. تأخذك الحماسة في اليوم التالي فتذهب.. قد لا تجد أحدا في الغالب "أكشن".. وقد تجد بقية الفرقة بانتظارك لسحب المزيد من الأموال من خلال آليات مرتبة. هذا علاوة على الشحاذين من أبناء بلدك والذين ينتشرون بكثرة في الخارج يتربصون عادة ببني جنسهم بحيل مكشوفة لأولي الألباب مثل:تعطلت السيارة وخلصت الفلوس.. سرق الجواز.. سرقت النقود.. بالرغم من أنك لو عدت بعد شهر أو شهرين أو عشرة ستجد هؤلاء الأشخاص في انتظارك مما يدل على أنهم قد وجدوا في هذه الشغلة الربح الوفير. قراصنة أيضا يعرضون منتجات على أنها عالية الجودة ويتبين أنها "فالصو".. ناهيك عن الغش الواضح في كثير من البضائع المعروضة.. إذا قادتك الظروف للسفر خارج الحدود فتذكر هذا الكلام ثم احذر ما وسعك الحذر من حيلهم وألاعيبهم "فاحذر تسلم" .