الرياض – الشرق تصريحات إدارة الخليج فجرت الموقف .. وجولة الحسم تثير المخاوف أنور: مفاجآت الجولات الأخيرة تدعو للشك والريبة المريسل: الظاهرة عالمية .. وعلى اتحاد القدم عدم تجاهلها أثارت اتهامات إدارة نادي الخليج ضد الحكم فهد العريني عديداً من علامات الاستفهام حول حقيقة وجود تلاعب في نتائج مباريات دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى للمحترفين، ومع بدء العد التنازلي لإسدال الستار على المسابقة والصراع الكبير بين أندية الرياض والخليج والنهضة لمرافقة العروبة إلى الدوري الممتاز، بدأت الهواجس تنتاب عديداً من مسؤولي هذه الأندية خصوصاً بعد تصريحات الإدارة الخلجاوية الأخيرة التي لم تستبعد خلالها من عملية تواطؤ لصالح فريق معين لمساعدته على الصعود إلى الدوري الممتاز. وكان سقوط فريق الخليج في فخ التعادل الإيجابي أمام الأنصار (1/1) قد فجر موجة استياء عارمة في أروقة النادي، ما حدا بالإدارة إلى اتهام الحكم فهد العريني بتعمده عرقلة مسيرة الفريق عندما تغاضى حسب وجهة نظرهم عن هدف صحيح لصالح فريقهم كان من الممكن أن يضع قدمه اليمنى في الدوري الممتاز، وقال نائب رئيس نادي الخليج نزيه النصر في تصريحات سابقة ل «الشرق»: « الهدف الذي سجلناه في مرمى الأنصار صحيح 100% ونحن متأكدون من ذلك، رأيناه عدة مرات في الإعادة ، كانوا مبيتين النية على عرقلتنا، وخدمة الآخرين، وأقولها صراحة الشغل موجه نحو النهضة، مبارك على عمر المهنا هذا التحكيم». ناقوس الخطر وجاءت هذه الاتهامات لتدق ناقوس الخطر في الملاعب السعودية في هذه الظاهرة التي قضَّت مضاجع الملاعب العالمية في الآونة الأخيرة، وتناولها عديد من المراقبين والمحليين ومنهم الخبير الكندي ديكلان هيل في كتابه الشهير «كيف يمكن التلاعب في نتائج المباريات» الذي استعرض فيه حالات الغش في المباريات وأبرزها ما حدث في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، مشيراً إلى أن أبرز الحالات التي تدور حولها شبهة التلاعب والغش في النتائج كانت في مباريات غانا والبرازيل، وإيطاليا والإكوادور، وأوكرانيا وإيطاليا. شكوك وريبة ولم يستبعد النجم الدولي السابق والمدرب الحالي فؤاد أنور وجود تلاعب في نتائج دوري أندية الدرجة الأولى، مؤكداً أنه أول من تحدث عن هذه الظاهرة وتحديداً قبل موسمين إبان إشرافه على فريق الرياض، وقال ل»الشرق»: «خلال عملي في نادي الرياض كانت تحدث مفاجآت غريبة وأشياء لا يمكن تفسيرها وتدعو للشك والربية خصوصاً في الجولات الثلاث الأخيرة من الدوري»، مشيراً إلى أن التلاعب في نتائج المباريات موجود في جميع أنحاء العالم ولا يمكن لأحد إنكاره أو تجاهله، وزاد: نحن جزء من العالم، والكل يتذكر عام 2006م عندما اكتشف الاتحاد الإيطالي لكرة القدم تلاعباً في نتائج المباريات، وجاءت قراراته حازمة تجاه أندية عريقة مثل جوفنتوس وميلان، ولم يخجل الاتحاد الإيطالي مما حصل وكان يهمه أن تكون كرة القدم خالية من الشوائب وتكريس مفهوم اللعب النظيف ومنح كل ذي حق حقه. وأضاف: نحن دولة مسلمة ولله الحمد، وإذا خجلنا من أمور تحصل أو مشتبه فيها في الملاعب، ونعمل على كشف الحقائق ستفسد كرة القدم وتخرج عن مسارها الصحيح، مطالباً المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم بالاهتمام بكل ما يثار حول التلاعب وعدم الاستهتار بها حتى لا يقع الفأس في الرأس وتظلم أندية على حساب أخرى وينتشر الوباء الرياضي في الدوري، مضيفاً أن هناك أندية تنفق أموالاً طائلة من أجل المنافسة والحصول على البطولات، لكن كل جهودها تذهب هباءً في حال كان هناك تلاعب في النتائج، مشدداً على ضرورة وضع مراقبين من اللجان العاملة في اتحاد الكرة مثل لجنة الأخلاق والانضباط لمراقبة جميع المباريات خصوصاً المصيرية، كما ناشد لجنة الحكام بعدم تكليف أي حكم لقيادة مباراة طرفها فريق من منطقته حتى تبعد نفسها عن الشبهات. دفاع مشروع من جهته، قال رئيس نادي الجيل عبدالعزيز المريسل إنهم يسمعون كثيراً عن وجود تلاعب في مباريات دوري الدرجة الأولى، لكنهم لا يستطيعون إثباته أو التأكد منه، مشيرا إلى أن التلاعب ظاهرة عالمية يعترف بها الاتحاد الدولي لكرة القدم ووضع لجان خاصة مهمتها التصدى بقوة لكل أشكال هذه الظاهرة، وكذلك الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي أصدر في شهر فبراير الماضي بياناً أكد خلاله أمينه العام داتو أليكس أنهم يتابعون عن قرب التقارير الإخبارية التي تشير إلى أن آسيا ضمن القارات التي تدور حولها شبهات تلاعب في نتائج المباريات، مؤكداً عدم تساهلهم مع الممارسات غير الأخلاقية في كرة القدم، ومتى ما وردت إليهم معلومات من أي اتحاد أهلي أو المراقبين فإنهم لن يترددوا في اتخاذ عقوبات رادعة. وأوضح: التلاعب موجود عالمياً، ونحن جزء من هذا العالم، وذلك لا يعني التشكيك في نزاهة الحكام أو في زملائي رؤساء الأندية الأخرى، وهدفي من الحديث عن هذه الظاهرة أن ينظر لها الاتحاد السعودي لكرة القدم بعين الاعتبار وأن يضرب بيد من حديد كل من يحاول تشويه جماليات كرة القدم. واعتبر المريسل أن دفاعه عن نادي الجيل وانتقاده في أكثر من مرة الحكام «حق مشروع له»، مضيفاً أن نادي الجيل ظلم كثيراً بسبب أخطاء الحكام، وأصبح الآن يكافح من أجل البقاء ولم يعد أمامه سوى الفوز على الباطن حتى يتفادى شبح الهبوط.