جميل أن يوافق مجلس الشورى السعودي على قبول التوصية بدراسة تغيير العطلة الأسبوعية إلى يوم الجمعة والسبت بعد سنين طوال من الرفض، ولكنها لا تزال توصية بالدراسة فقط، ولم يتم التصويت على قرار التغيير نهائياً ولا يزال ثلث أعضاء المجلس، والثلث كثير، يرفضون هذا القرار مع أنه مهم وحتمي ولا سلبية فيه لا من الناحية الاقتصادية ولا من الناحية الدينية. بعض الرافضين له يقولون إنه تشبه باليهود لأنهم يجعلون يوم السبت عطلة وعيداً مقدساً لهم ونحن يجب أن نخالفهم وهذا القول ضعيف وأغلب العلماء لا يأخذون به لأن تغيير الإجازة إلى يوم الجمعة والسبت ليس فيه تشبُه بهم فهم يجعلون السبت والأحد إجازة ونحن نخالفهم في يوم الأحد. فأهل العلم قرروا أنه إذا أصبحت العادة حتى لو كانت تخص اليهود والنصارى منتشرة بين المسلمين وانتفى تميزهم بها فإنه لا يكون تشبهاً حينئذ. بل إن اختيار يوم الجمعة فيه تفرد ومراعاة لديننا. أما اقتصاديا فهو حتمي وضروري. فنحن مقبلون على الوحدة الاقتصادية الخليجية ودول الخليج تتخذ من هذين اليومين عطلة رسمية، فيلزم توحيد أيام العمل لنتزامن معهم. وكذلك المحيط العربي والإسلامي على نفس الإجازة فلماذا نحن عكس العالم وكأننا نعيش في كوكب آخر؟. الإبقاء على الإجازة على ما هي عليه يخسرنا المليارات سنوياً وذلك لتضرر قطاعات الأعمال وقطاع السياحة. وأيضا يعيق ويعرقل بعضاً من التعاملات البنكية مع المصارف الأجنبية وحركة انتقال الأموال، ويجحف بالعمالة الوافدة عندما يحتاجون إلى التحويل. ويضر بالملاحة الجوية التي تحتاج أحياناً إلى مراعاة التوقيت. وآخر قائمة المتضررين هم الطلاب المبتعثون الذين يحتاجون إلى مراسلة الجامعات وتخليص أمورهم ويصعب عليهم مسايرة أيام العمل في الدول المبتعثين إليها. إنني لا أعلم أي سبب مقنع من الرافضين لتغيير نهاية العطلة الأسبوعية إلا الخوف من كل ما هو جديد.