وعندما حذّر أحدُ القرّاء الزميلَ/ باسل الثنيان من القراءة لطه حسين وأشباهِه، انتقل أثر التحذير لا شعوريّا لكاتب هذه السطور، فكثيرون يتأثّرون دون أن يدروا! أعترف أنني لم أقرأ عن طه حسين بعُمقٍ فضلاً عنْ أنْ أقرأ له. طيّب ؟! طه حسين-هذا المحذَّر منه- كان المثقفون في السعودية في زمانه يتشوّقون للقائه، ويبحثون بظمأ بالغ عن حوارٍ معه ولو للحظات! حينما قدِم إلى السعودية في زيارة عام1955 م -1376 ه ازدحم المكان بالمثقفين، ورحّبوا به أيّما ترحيب، وقد استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز –رحمه الله-، وهو وزير المعارف آنذاك. بعد المؤتمر الذي حضره طه حسين في جدة، زار المدينةَالمنورة فطمع رجال الأدب من أهلها في خطاب منه كما حظي أهل جدة بذلك، فما زادهم على قوله: «ما كان لي أن أتكلّم بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وما كان لي أن أرفع صوتي وقد قال تعالى: «لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي»!والعهدة على كتاب (طه حسين في المملكة العربية السعودية) للأستاذ القدير/ محمد القشعمي. فكيف تتخوّف من مطالعة نتاج رجلٍ خطابُه هكذا حاله؟ في حين يركن البعض إلى من تجرّأ في زمننا على مقام النبي صلى الله عليه وسلم! ربما الحل في تكثيف القراءة؛ إذ ستغدو قلوبنا «مطمئنة» أكثر! وبالقراءة يمكنك فعلاً أن «تضع بصمتك»!