كشفت الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال) عن خطةٍ للتفاوض مع الخرطوم تضم 3 مسارات رئيسة، وهي «الوقف الفوري للعدائيات وفتح الممرات أمام المساعدات الإنسانية»، و«التوافق على أجندة وطنية تحقق المواطنة بلا تمييز في إطار عملية دستورية شاملة» و»الاتفاق على ترتيبات سياسية وأمنية في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان». وقال كبير مفاوضي الحركة الشعبية (قطاع الشمال)، ياسر عرمان، إن الحركة ستطلب خلال التفاوض حل مشكلة استمرار اعتقال أكثر من 600 من أبناء النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور، مؤكداً أن فيهم أعداداً كبيرة من النساء إضافةً إلى عضو الوفد التفاوضي لقطاع الشمال، عمر آدم، الموجود في سجن كوبر، حسب قوله. كما أوضح عرمان، في اتصال ب «الشرق»، أن الحركة ستثير ما سمّاه «قضية الانتهاكات الكبيرة» لحقوق الإنسان في مناطق الحرب، مضيفاً «لا بد من اتفاق جميع الأطراف على آلية للتحقيق حول الانتهاكات، وهنالك حاجة لمصالحة وطنية شاملة وإيجاد آلية للعبور من ثقافة الحرب إلى ثقافة السلام». وشدد «نحن أتينا الآن إلى أديس أبابا لتحقيق هدف استراتيجي هو السلام العادل، والسلام أصعب من الحرب بطبيعته، ولم نأتِ هنا لصفقة مع النظام بل لحل في وَضَح النهار يحقق الإجماع الكافي والتغيير الديمقراطي والمواطنة بلا تمييز، ونرى أن المفاوضات الحالية فرصة جديدة لبناء سودان فاعل وجديد». وعدّ أن «هنالك ضوءاً في نهاية نفق الحروب، والحرب ليست خيارنا، بل فُرِضَت علينا، والبحث عن السلام العادل هو خيارنا». وربط عرمان بين الجولة الحالية من المباحثات ومتغيرات عديدة أصبح فيها مطلب التغيير مرفوعاً حتى داخل المؤتمر الوطني وليس فقط في السودان، وقال إن القوى السياسية لن تخرج إلى ضفة السلام إلا بالتغيير. ورحب بالأصوات التي تدعو إلى التغيير داخل المؤتمر الوطني، واعتبر أن على قيادة المؤتمر القبول بالتغيير لإنهاء الحروب والتوجه نحو عملية دستورية شاملة في مناخ ديمقراطي «وهو ما سيجد منا الدعم والتأييد». ورأى عرمان، في حديثه ل «الشرق»، إلى أن المفاوضات الحالية تأخرت بسبب تلكؤ المؤتمر الوطني الذي استمر نحو عامين. وأوضح أن «أي صاحب مصلحة حقيقي لا بد أن يراعي القضية الإنسانية وإيصال المساعدات إلى مليون جائع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ومعظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، كأولوية قصوى». وتساءل «ماذا تعني المنطقتان إذا لم تعنيا مليوناً من الجوعى؟ وماذا يعني السلام إن لم يعنِ وقف ضرب القرى الآمنة في جبال النوبة والنيل الأزرق؟»، ونبه إلى «أن أكبر كارثة لحقت بالمنطقتين منذ خروج الإنجليز عام 56 هي حرمان مليون شخص من الطعام والمساعدات الإنسانية، ومن لم يرَ ذلك عليه أن يذهب إلى طبيب عيون سياسي»، حسب تعبيره. وكشف عرمان عن اتصال رئيس الحركة الشعبية ورئيس الجبهة الثورية، مالك عقار، بالقيادات العليا لتنظيمات الجبهة الثورية، مشيراً إلى تنسيق تام في هذا الخصوص في الوقت الذي أجرى فيه هو نفسه اتصالاً آخر برئيس تحالف قوى المعارضة السودانية (الإجماع الوطني)، فاروق أبوعيسى. واعتبر أن من الضرورة التعرف على رأي الحركة الشعبية في المنطقة العازلة بين دولتي السودان وجنوب السودان، وقال «بما أن الحركة الشعبية تسيطر على أكثر من 40 % من الحدود بين الدولتين، فإنه من الأجدى إشراكها في المباحثات حول وضع المنطقة العازلة، التي تجري حالياً هنا في أديس أبابا وفي نفس الفندق».