كتبت الدكتورة بدرية البشر في صحيفة «الحياة» مقالاً بتاريخ «27 مارس 2013» بعنوان «الوعظ المأجور»، تحدثت فيه مجملاً عن الوعظ المأجور، الذي استغل حاجة البسطاء لفهم دينهم، وروت قصة قبض أحد الدعاة مليون ريال «مقدماً» مقابل أن يقدم خدمة صوتية تطلب لنا – قرة عينيه – من السماء الغفران، وزوجة صالحة مربربة، وقطعة أرض أو سكن. كيف يدعو ساكن القصر…لجيب أسكنه؟!. لا تتسع المساحة لاستعراض كل ما ورد في المقال. ولكن ما سمعته الدكتورة بدرية يستحق الحكي والضحك في آن «سمعت أن بعض الدعاة صار ينافس أجور مطربي الحفلات، فبعض التجار يدعونهم لإحياء جلسة رمضانية بالوعظ، ومن باب التباهي به يشيع أجره الذي دُفع له». اليوم أتساءل: هل نحن شعب مسحور؟!. لماذا مازلنا نكد في طلب القيم من الذين أسهموا في قتل كثير من القيم النبيلة والبسيطة في الحياة مقابل حفنة القروش التي يمصونها؟!. قال جورج أورويل في روايته الخالدة «متشرداً في باريس ولندن» على لسان بوريس الذي أجاب البطل – غاسل الصحون – الذي تحدث عن الإخلاص في العمل والصدق «أتظن أن لدى غاسل الصحون ترف الإحساس بالشرف؟». هل يشعر هؤلاء بترف الإحساس بالشرف، وهم يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً؟!. أيها الشاهد على هذا التاريخ العملاق من المتناقضات. أنت.. لماذا حينما يخلقك الله عصفوراً طليقاً تدخل القفص بيديك؟!.