ستشرع وزارة التربية والتعليم بتطبيق نظام «فارس» الخاص بالتعامل المالي مع المعلمين والمعلمات والقاضي بالحسم الإلكتروني من الرواتب لقاء التأخر والغياب عن أي يوم على أن يكون الخصم من راتب الشهر الذي يليه دون النظر في الأسباب أو الاستماع للأعذار واعتبار رأي الرئيس المباشر فيصلاً في ذلك.. وما دام هذا النظام مادياً فليت الوزارة تنصف كثيراً من منسوبيها من النواحي المادية فتعطي المعلمين والمعلمات حقوقهم المادية المتمثلة في الدرجة المستحقة، والفروقات المالية، والحوافز التشجيعية.. وليتها أيضاً تعيد النظر في مكافأة نهاية الخدمة التي قد تمتد إلى ما يقارب الأربعين سنة يخرج معها المعلم والمعلمة بمبلغ يساوي نصف ما يتقاضاه مستخدم متقاعد في إحدى الشركات العملاقة.. مبلغ لا يشتري سيارة.. فضلاً عن أن يُشتري به عمارة!! لا أحد يكره النظام والانضباط، بل إنهما من سبل إنجاح العمل بدون شك.. والمعلم والمعلمة يأتيان في مقدمة الموظفين المحافظين على عملهم والأكثر انضباطاً.. يجب ألا ننسى أن معلمين ينطلقون إلى مدارسهم من قبل صلاة الفجر في قرى بعيدة، أو هجر نائية.. وهناك معلمات أمهات لا يعدن لبيوتهن إلا قرب العصر بأجساد مُرهقة، وأعباء مُنهكة.. ومع ذلك فهم محافظون على أعمالهم.. وهن مجتهدات في واجباتهن تحت شدة النصاب الذي أثقل الكاهل، والإشراف الذي أتعب الكاحل.. ورصد لدرجات ومهارات.. وإعداد لدروس ولوحات!! المعلم والمعلمة بحاجة إلى حسن التعامل، وكريم التواصل، فهم من يقومون بالتربية والتعليم.. يغرسون القيم، ويحرسون الفضيلة في أبناء الوطن وبناته.. فالنصاب بحاجة إلى إعادة نظر لقاء الخدمة والتميز، كما أن المدارس بحاجة إلى تعيين مراقبين يقومون بأعمال الإشراف والمناوبة، ولا ننسى التأمين الطبي الذي صار مطلباً مُلحاً في ظل انتشار المستشفيات الخاصة والغلاء الكبير في أسعار الكشف والعلاج، والمدارس بحاجة إلى إمدادها بأجهزة التقنية والأدوات اللازمة التي تخدم المناهج الجديدة في الفصول التقليدية.. والملاحظ أن جُل العمل والتنظير والتنظيم خاص بالمعلم و يكاد لا يمس الطالب إلا النزر اليسير.. فالطالب اليوم كثير الغياب دون حساب له ولولي أمره، وهو اتكالي، تواكل على تراخي نظام التقويم المستمر الذي ألغى التنافس، ورسَّخ قناعة الحصول على المستوى الأعلى لدى الطالب وأسرته!! من حق الوزارة تطبيق أي نظام من شأنه تحسين مستوى الأداء والعمل.. ومن حق منسوبيها الحصول على حقوقهم في بيئة عمل ذات منهج مستقر، وطريق واضح!! المعلمون جديرون بالاحترام.. والمعلمات حقيقات بالتقدير.. فهم أصحاب تضحيات جميلة.. وهن صاحبات عطاءات جليلة.