الأمير تركي بن طلال يتحدث للمحرر (تصوير: حمود البيشي) الرياض – نايف الحمري مبادرة «نلبي النداء» ورقة توت.. لكنها صادقة وجديّة. القافلة البحرية للمبادرة تخصص 1400 طن مساعدات للاجئين والنازحين. دعم مستشفيات ريف إدلب بالمولدات الكهربائية وأجهزة الأشعة. قال الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، وهو المشرف العام على مبادرة «نلبي النداء» السعودية الطوعية لإغاثة اللاجئين السوريين، إن المبادرة تعدّ «ورقة توت تستر حرائرنا من ظلم فاجر أنهك ضمائرنا». ووصف، في حديثه ل «الشرق»، المبادرة ب»جهدٍ عربي بسيط للغاية ولكنه صادق وجدّي»، وأكد أن «محفزها تعاليم النبي الأعظم، ونهجها التخطيط الموضوعي والشراكة الناجحة والمتابعة الميدانية». ورأي الأمير تركي بن طلال، وهو الحائز على لقب «الشخصية العربية المميزة» في مجال الإغاثة للعام الجاري، أن الوضع الإنساني والمعيشي للاجئين السوريين في دول الجوار كلبنان والأردن وتركيا والعراق «مؤلم جداً»، واستدرك بقوله «لكنه لا يصلح بكل المقاييس للمقارنة بما يعيشه السوريون في الداخل من أخطار قصفٍ وقتلٍ في كل حين». ولفت إلى «النزوح المستمر المتزامن مع حصار غذائي خانق وتدمير لبنية القطاع الصحي بشكل ممنهج ومتعمد، ما أضاف إلى القتلى والجرحى انتشاراً سريعاً ومخيفاً للأوبئة كالجرب والتفوئيد والكوليرا والتهاب الكبد الوبائي». وكانت مبادرة «نلبي النداء» اختارت أن تسير قافلتها بحراً وصولاً إلى الأراضي التركية كي تصل إلى النازحين في مناطق الشمال السوري عبر تركيا لصعوبة وصول المساعدات إليهم من جهات أخرى. 1400 طن مواد إغاثية وانطلقت شاحنات قافلة «نلبي النداء» براً من الرياض إلى ميناء جدة الإسلامي في ال 16 من فبراير الماضي وبلغت حمولتها 1400 طن من الأصناف الإغاثية الضرورية واشتملت على معدات خاصة بالطاقة كالمولدات، ومواد إيوائية كالبطانيات وأكياس النوم والفراش، ومواد غذائية كالأرز والسكر والبرغل والطحين والمعكرونة، ومواد العناية بالأطفال كالحفائض والملابس المتنوعة ومعدات طبخ وسيارات إسعاف. ووصلت القافلة إلى ميناء الإسكندرونة التركي وجرى نقلها إلى مستودعات المبادرة قرب الحدود التركية السورية، وهي المشروع رقم 26 الذي تنفذه المبادرة للتخفيف عن السوريين. ووقف الفريق الميداني ل «نلبي النداء» على الاحتياجات الحقيقية للنازحين السوريين في جنوب تركيا، وذلك بوصول المشرف العام عليها، الأمير تركي بن طلال، إلى الحدود بين البلدين لإتمام المرحلة الأخيرة من حملة المبادرة التي تستهدف توزيع حمولة قافلة بحرية في الشمال السوري وتأمين أكثر متطلباتهم ضرورة وأولوية من حيث المواد الغذائية والإيوائية. ودعا الأمير المشرف العام فريق «نلبي النداء» إلى «العدالة في توزيع المعونات دون النظر إلى الانتماء الديني أو العرقي أو الولاء السياسي للمستفيدين»، كما نبَّه إلى أهمية الانسيابية ومرونة الحركة والقدرة على الوصول إلى المستفيدين ثم التوثيق المرئي والخطي. استفادة «فعلية» ومن منطقة معرة النعمان في ريف إدلب، قال أحد السوريين المستفيدين من «نلبي النداء» ويدعى باسم المنديل، إنه تسلم من الحملة تموراً وسكرا وأرزا وطحينا ومستلزمات أطفال وبعض البقوليات كالفول والعدس والحبوب إضافة إلى الملابس، مقدِّرا عدد الأصناف التي تسلمها بأكثر من ثلاثين صنفاً متنوعاً. وأوضح المنديل أن الطحين وحليب الأطفال هما المتطلبَان الأهم في الوقت الحالى للسوريين. وعن وضع معرة النعمان قال «اضطُرِرنا في القرية إلى استقبال عددٍ من النازحين من مدن أخرى طالها الدمار في منازلنا الضيقة التي تتألف من غرفتين فقط». دعم للمستشفيات من جانبه، أفاد منسق مستشفى كفر نبل وبنش في إدلب، الدكتور شامل الأسود، بأن حملة «نلبي النداء» قدمت سلّات غذائية لكل عائلة في المخيمات، وأوضح ل «الشرق» أن عدد السلات تجاوز الثلاثة آلاف سلة إضافة إلى مولد كهربائي لمستشفى كفر نبل الذي يخدم القسم الجنوبي لمحافظة أدلب كاملاً. وذكر أن مستشفى بنش، في شمال إدلب، حصل على جهاز أشعة ومولد كهربائي وغسالة للمواد الطبية من المبادرة، وعدَّ أن أكثر ما ينقص اللاجئين السوريين هو لقاحات الأطفال. وأشار إلى أن حملة «نلبي النداء» تعمل حالياً على إنشاء مشروع «الطحين» الذي سيقدم خدمة إنسانية كبيرة للاجئين السوريين. أما منسق مخيمات «الطعمة» و»القاح» و»الكرامة» و»الطيبة» في المبادرة، يقظان الشيشكلي، فعد أن المساعدات التي قدمتها «نلبي النداء» اتسمت بالتنظيم وغطت حاجات اللاجئين خارج المخيمات الأربعة. وقدّر حجم المساعدات الغذائية المقدمة للمخيمات الأربعة ب 127 طناً إلى جانب خيم ومولدات كهرباء. ويرى فريق «نلبي النداء» أن واقعاً كالذي يعيشه اللاجئون السوريون يحتاج إلى تعاون دولي وأممي للتعامل معه بالإضافة إلى المساعدات الدولية بالتنسيق مع المتبرعين من الأشخاص والمنظمات والهيئات. أطفال سوريون يقفون في خط توزيع المواد الغذائية في مخيم السلام على الحدود مع تركيا (أ ف ب)