حينما نريد الظهور أمام الناسِ بأننا مثقفون؛ فلا بد أن نقول: قال جون، قال جف، قال جيرالد، ثم نتناول أقوالهم بالتحليل والتفسير بما لم يخطر حتى في أذهان قائليها، بينما لو نَسَبَ أحدُنا نفسَ أقوالهم إلى أحد العرب، مِثل: جابر، وجبران، وجعبور؛ لما التفت إليهم أحد!، فنحن نفخر بأن نقول: (المفكر الفرنسي، الفيلسوف البريطاني، الخبير الهولندي، الحكيم اليوناني)، بينما نسخرُ مِنْ أنْ ننعتَ أحدَ أبناءِ جلدتِنا بأنه يفكر مجرد تفكيرٍ فحسب! السؤال: لماذا يغتالنا هذا الشعورُ بالدونية؟ أم هي سياسة عربية يجب علينا احترامها؟! سأعرض عليكم أقوالاً جَمَعتها لكم من حقول أقلامِ القراءِ الكتاب، رأيت فيها من الحِكَمِ ما يفرض علينا التوقف عندها احتراماً لقائليها، مِثل: * نحن عاطفيون، لكننا لا نعرف الطريقة المثلى للتعبير عن عواطفنا.. قلوبٌ خضراء في صحراءَ جافة. (قارئ «الشرق» حسن الغامدي). * في المجتمعاتِ العربية، يَنْدُر أن يُقالَ لك «أنت ناجح».. (كاتب «الشرق» ياسر حارب). * حركتنا الثقافية تسير إلى الخلف، ورأسها إلى الإمام، لكنه مفصولٌ عن الرقبة. (قارئة «الشرق» سلمى). * الحوار الذي يفتقر إلى لغة مشتركة؛ لا يحقق نتائج نبيلة. (قارئ «الشرق» قرنا الاستشعار). * الدينُ لا يحاربُ الحرية.. لكنّ التشددَ يحاربُ الحريةَ باسم الدين. (قارئ «الوطن» مسمار). * علمني كيف تكتب لي؛ أعلمك كيف أقرأ لك. (قارئ «الشرق» القرني ما غيره). * خدعونا فقالوا: الصحافة سُلطة رابعة! (…) وإلا لَما اضطُررنا لإنشاءِ هيئةٍ لمكافحةِ الفساد. (كاتب «الشرق» شافي الوسعان). * إنْ كان الثناءُ غيرَ صحيح فالسِّترُ أفضل. (الكاتب قينان الغامدي). قلت: فإنْ كان صحيحاً؛ فالنشرُ أوْلى، وهناك مزيدٌ في مقالاتٍ قادمة، فهذا أقلُّ ما يمكنني فعله تجاه زملائي القراء والكتاب.