من خلال مشوارها في الحياة عاشت حياتها صادقة مليئة بالحب والتضحيات والوفاء والإخلاص. ضربت أروع الأمثلة في حبها للغير. قابلت الإساءة بالإحسان، لم تكره أحدا. في يوم من الأيام كانت حياتها بسيطة جدا متواضعة. ابتسامتها صادقة تنبع من قلب لا يعرف الحقد أو الحسد لذلك أحبها الجميع الصغير قبل الكبير. رسمت لحياتها خطا مختلفا، عشقت زوجها وأطفالها وأهلها وكل من حولها بجنون؛ لأن قلبها كان ملئيا بالحب والصدق. لم تغيرها الظروف ولم تتبدل في كل الأحوال. تبحث عن الوفاء فتجده عنوانا لحياتها تفتش عن أم صادقة وحنونة تجده لديها. تبحث عن زوجة وفية فلا ترى سواها. تركت لغيرها الأحقاد والكراهية، تركت لغيرها حب الذات والأنانية، تركت لغيرها حب المظاهر والتعالي على الناس، اختارت الطريق الصحيح والطريق الصعب في هذه الحياة المتلونة. سارت في طريق النجاح والحب والصدق، لا تنتظر من أحد أن يكافئها أو أن يقول لها شكرا.. لماذا؟ لأن هذا هو طبعها ولأن هذه هي صفاتها الحب لكل من حولها ولأن قلبها لا يعرف سوى الحب فقط. وتستمر فوزية في العطاء والبذل بدون مقابل رغم كل الظروف، ورغم آلام المرض، ورغم طعنات الغدر التي أصابتها، ورغم الجحود، وترفض أن تتبدل وتستمر في العطاء، ولم تكن تفكر في الانتقام رغم أنها تستطيع، واكتفت بالصمت والقبول بإرادة الله، وصبرت على نفسها وعلى قسوة الآلام؛ لأنها تعلم أن ما ينتظرها عند ربها أعظم بكثير من كل ما كانت تتوقعه من الناس فاختارت الأفضل، وها هي اليوم تجد الحب من حولها وفي كل مكان تذهب إليه. تجد الصدق في عيون الجميع الذين أحبوها كإنسانة وكأم لن يجود الزمن بمثلها في يوم من الأيام؛ لأنها حالة خاصة، ولأنها مختلفة عن غيرها من النساء. ها هي اليوم تعيش أسعد أيام حياتها رغم المرض؛ لأنها أحست بالحب وشعرت أن من حولها يحبونها بشكل مختلف أيضا، ولأنها تستحق كل هذا الحب الذي زرعته في قلوبنا قبل عقولنا. فمنها تعلمنا الصدق وحسن الأخلاق وحب الناس، فجزاها الله عنا كل خير. ولتعلم أنها كبيرة في عقلها وفي خلقها وستعيش في قلوبنا، ولن تموت أبدا مهما طال الزمن.. لماذا؟ لأنها هي الصدق وهي الوفاء وهي العطاء بلاحدود، ولأنها حالة استثنائية في هذا الزمن المتقلب. ولتبقى فوزية اسما محفورا في الذاكرة يتعلم منها الجميع كيف يعيش الإنسان صادقا مع نفسه ومع الآخرين. وقفة قد ننسى الذين ضحكنا معهم ولكننا لن ننسى الذين بكوا معنا