أُقيمت ندوة في قسم السيدات بالبنك السعودي للاستثمار ، بمشاركة المديرة العامة لمعارف الصحة والاستشارات الصحية والتدريب والبحوث في الدمام، د. ناهدة عبدالواحد الزهير، وذلك في إطار الحملة التي أطلقتها بعنوان “لنحميهم”، التي يقصد بها حماية الصغار دون سن ال14 عاما، من مخاطر التقنية، خاصة من الهواتف المحمولة. وقالت الزهير “نحن عبارة عن جهاز استقبال لكمية كبيرة من الأشعة الكهرومغناطيسية أينما تنقلنا، مبينة أن الإنارة والأجهزة الإلكترونية المستخدمة في البيوت والمكاتب تشحن الإنسان بالكهرباء، مشيرة إلى أن الطبيعة لا تخلو من هذه الشحنات الطبيعية أيضا”. الموجات اللاسلكية وكشفت وكالات الصحة والسلامة الاتحادية وإدارة الغذاء والدواء أن لجنة الاتصالات الفيدرالية قد وضعت حدودا للتعرض الآمن لطاقة الموجات اللاسلكية، وترد هذه الحدود من حيث الوحدة المشار إليها كمعدل امتصاص محددة (SAR)، وهو مقياس لكمية الطاقة في تردد الراديو، التي يستوعبها الجسم عند استخدام الهاتف المحمول. وطالبت لجنة الاتصالات الفيدرالية مصنعي الهاتف المحمول التقيد بهذه الحدود من أجل السلامة وضمان الهواتف، على أن يكون مستوى البحث والإنقاذ ومقياس كمية الطاقة في الهواتف المستخدمة للأجهزة المستوردة من الولاياتالمتحدة بنسبة 1.6 وات (1.6 W/كجم) للكيلوجرام، وأن يكون في الدول الأوربية ب 2 وات، وداخل المملكة ب3 وات. شروط وقواعد وأضافت الزهير “أصبحت أبراج الاتصالات لدينا توزع على المباني والمدارس بشكل كبير، في حين تمنع القوانين العالمية قاطبة استخدام الأبراج على المباني أو المساكن التي تحوي كثافة سكانية، بل لا يسمح بنصب هذه المقويات بأنواعها على المدارس، حيث يجب اتباع قواعد عند القيام بنصبها، كي لا يصبح الأمر عشوائيا”، منوهة أن الجهات المسؤولة عن نشر التوعية بمخاطر تلك التقنيات وطريقة استخدامها، هي شركات الاتصالات والهيئات الحكومية والخاصة، والمدرسة وأولياء الأمور، وقالت “حين بحثت في الأمر وجدت أن أضرار عدم تقنين استخدام هذه الأجهزة المغرية بكل تفاصيلها التي أصبحت في متناول الجميع، قد أثرت على صحة العديد من مستخدميه، وما يثيره العلماء المتخصصون حاليا يوحي باحتمالية ربط الأجهزة بمسببات أمراض سرطان الدماغ والأذن والعين، إضافة إلى تعب مفاصل اليد وعلامات مقلقة كالصداع والتعب والإرهاق والنسيان والكسل والسمنة وفقد السمع وضعفه. 293 حالة سرطان ونوهت الزهير إلى الدراسة الصادرة في المملكة منذ شهرين، التي اتضح فيها إصابة 293 من الفتيات دون سن ال 18عاما بسرطان الثدي، نتيجة تعليقهن الهواتف المحمولة على الرقبة، مضيفة “كشفت الإحصاءات أيضا عما نسبته 20 إلى 24% حالة سرطانية نتيجة استخدام الهواتف النقالة أثناء القيادة، وتضيف” نشاهد الكثير من الممارسات غير الآمنة للقائدين، حيث يحملون أطفالهم أثناء القيادة، أو يجعلونهم في المقاعد الأمامية، ومن المفترض ألا يسمح للأطفال الجلوس في الأمام حتى يبلغوا 12عاما، موضحة أنها قاعدة يُعمل بها في الدول المتقدمة كافة، ومشيرة إلى العديد من الأشخاص الذين لا يغلقون جوالاتهم أثناء وجودهم في محطة الوقود، وتقول “حصلت حادثة حريق قبل مدة في مدينة الدمام داخل حقيبة يد لسيدة، وذلك بسبب تركها الجوال فترة طويلة معرضا للحرارة داخل السيارة، منوهة إلى أن صاحب هذا السلوك في أوروبا يُغرّم أو يسجن. استهلاك اقتصادي وأشارت الزهير إلى عادة الناس في تغيير هواتفهم المحمولة من فترة لأخرى، الأمر الذي يؤدي إلى الاستهلاك الاقتصادي وإرهاق ميزانية الأسر، وورد في دراسة نُشرت في صحيفة أسواق الصحة الأمريكية أن دول الخليج العربي تصرف في سنة واحدة على الهواتف المحمولة ما يكفي لسد حاجة أربع مدارس أفريقية فقيرة لعام. وذكرت الزهير نتائج دراسة قامت بها خلال عام 2011م في المنطقة الشرقية، اتضح من خلالها شكوى النساء بشكل متكرر من النسيان المبكر، والضيق غير المبرر وتعكر المزاج دون أسباب تذكر، حيث شملت الدراسة أربعة آلاف امرأة من عمر التسعة إلى أربعين عاما.