ذكرني حديث محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، الدكتور علي الغفيص، المنشور مؤخراً بحديث مشابه نشرته له قبل عدة سنوات يدور حول الوعود المستقبلية .. لا جديد، الغفيص هو الذي صرح للوطن قبل سنوات أن المؤسسة تجهز مائتي ألف شاب لسوق العمل سنوياً، وعندها سألته كم عدد الأجانب في المملكة؟ فأشار إلى أنهم أكثر من ستة ملايين شخص، وبالعملية الحسابية البدائية، وبفرضية أن رقم الغفيص الإنتاجي السنوي يصل لأرض الواقع، فهذا يعني أننا بحاجة إلى ثلاثين عاماً لكي نغطي سوق العمل بكوادر سعودية. الغفيص ذاته صرح هذا الأسبوع بأن المؤسسة سترفع استيعابها للملتحقات من النساء في معاهدها العليا إلى %400 خلال الثلاث سنوات المقبلة، وقرب افتتاح عشرين معهداً تقنياً عالياً مخصصاً للنساء، ويستوعب كل معهد ألفي متدربة، وصرح أيضاً بأن نسبة العمالة المدربة %6؛ أي إن البقية عالة على الاقتصاد السعودي. بين التصريح الجديد والقديم “كلام ليل” قد يمحوه النهار، وبين أرقام الغفيص وواقع الحال مسافات تقاس بالسنة الضوئية، حتى وإن توقف استقدام الكوادر الأجنبية، وتم تخريج دفعات الغفيص، فطوابير الانتظار أكبر من شق المؤسسة التي تجيد التصريحات وتوزيع الأحلام البعيدة عن الواقع. الغفيص أقر بوجود معاهد أهلية تبيع الشهادات على المتدربين، مؤكداً أن المؤسسة أوقفت ستين معهداً خلال العام الماضي، فهل يعترف بأن متدربي المؤسسة يستجدون القطاع الخاص للتدرب لديهم لمدة شهرين؟ هذه الفترة هي بطاقة عبورهم لسوق العمل، فمن يستقبلهم؟