وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، على واحد من أكبر المشاريع الخاصة بحماية البيئة من التلوث وهو مشروع التعديلات الهندسية على 58 نفقا في مكةالمكرمة، الذي قدمته شركة «أسمى» من خلال أمانة العاصمة المقدسة، من أجل مستقبل أفضل للمدن السعودية، لتكون في مصاف الدول المتقدمة التي تبحث عن إقامة مدن حضارية نظيفة وخضراء. وسلم الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الأمير تركي بن ناصر في أعمال المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الرابع لدول الخليج العربية المنعقد حاليا في الرياض، جائزة سموه لحماية البيئة لرئيس مجلس إدارة «أسمى للحلول البيئية المبتكرة» أمام 1000 مشارك ومهتم وباحث. وأعلن رئيس مجلس إدارة شركة أسمى للحلول البيئية السعودية الدكتور فاضل بسيوني، أنه تم الانتهاء من الدراسات اللازمة، وتم رصد ما بين 10 – 12 مليار ريال، لتنفيذ هذه التعديلات على هذه الأنفاق. مبينا أن المشروع يأتي في إطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين بضيوف الرحمن وزائري مكةالمكرمة، لينعموا بخدمة مميزة ومدينة نقية ونظيفة، وليؤدوا مناسكهم بأريحية تامة. وبيّن أن فوز أسمى للحلول البيئية السعودية بجائزة الأمير تركي بن ناصر لحماية البيئة لعام 2013، جاء بفضل المشاريع البيئية التي نُفذت لخدمة البيئة السعودية بإضافة تكنولوجيات جديدة وحلول مبتكرة لحل مشكلة تلوث الهواء، وتركيز انبعاث عوادم المركبات من الأكسيدات الكبريتية والنيتروجينية السامة داخل جميع أنفاق مكةالمكرمة في الأوقات العادية وفي موسمي الحج والعمرة. واستعرض الدكتور فاضل بسيوني، جملة من المشاريع التي قدمت أسمى لها دراسات استراتيجية بيئية، ومنها تنفيذ أول مشروع سعودي من نوعه في منطقة الشرق الأوسط لتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية باستخدام تقنية البلازما كما هو الحال في ماليزيا واليابان والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، بتكاليف تقدر بحوالي 500 مليون دولار أمريكي، (1.8 مليار ريال). وشدد في تصريحات صحفية على هامش منتدى البيئة الخليجي الرابع، المنعقد في الرياض تحت شعار «كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة» أن المشروع سيعمل بعد تنفيذه على تحويل 3 آلاف طن من النفايات يومياً إلى 120 ميجاوات من الطاقة الكهربائية، وهو ما يمثل حاجة 10 آلاف منزل من الكهرباء في اليوم الواحد. وعلى صعيد متصل، قدّر خبراء مشاركون في المنتدى حجم النفايات الطبية في المستشفيات وكافة المنشآت الصحية في السعودية بنحو 127 طنا في العام، بمعدل 1.13 كيلوجرام للسرير في اليوم الواحد في المستشفى، الأمر الذي يبين حجم المخاطر الصحية والبيئية الناجمة عنها في حالة عدم التخلص الآمن منها، الذي يحتاج إلى تقنيات عالية واستثمارات كبرى، بجانب توعية العاملين في المستشفيات بالأسس العلمية لجمعها ومعالجتها داخل المرفق الصحي. وأوضح الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية الخليجية لحماية البيئة (سيبكو للبيئة) أنه تم اختيار أحد مصادر التلوث البيئي لإدارة المخلفات الطبية، وتم وضع برنامج لإدارة وجمع المخلفات الطبية. من جهته كشف المشرف على جناح الشركة السعودية الخليجية لحماية البيئة (سيبكو) محمد عوض عطية، أن التعامل غير السليم مع النفايات الطبية، التي تصدرها المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى، قد يجعل منها مصدرا لكثير من الأمراض المؤدية إلى الموت، مثل مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، والتهاب الكبد الوبائي (B.C). كما أن التعرض للنفايات الكيميائية والصيدلانية قد يسبب التسمم، كما يمكن أن يمتصها الجسم من خلال الجلد أو الأطعمة الملوثة.