محمد فايع كلنا نعلم بأن من أهداف المدرسة عدا وظيفة تقوم بها وهي وظيفة التعليم، أنها تربي طلابها، وتربيهم بما يدعم ويبني شخصياتهم، وهي مسألة شاقة، ولكنها ليست مستحيلة، لأنها رسالة عظيمة، ومهمة سامقة أنيطت بها فهي تربي وتعلم، ووظيفة التربية يجب أن تضطلع بها عبر برامجها، ومناشطها وعبر مناهجها وما تتخلله من أهداف سلوكية، ومن خلال جدية منسوبيها في أن يؤدوا الدور المنوط بهم تجاه طلابهم، والذي ينتظر منهم أن يقودوا المجتمع، ويتسنموا مواقعهم في الغد، حينما يبدؤون وضع أولى خطواتهم على درب العمل، بعد حصولهم على قسط كاف من التعليم ليشاركوا في الازدهار والبناء لوطنهم ومجتمعهم، ولن يكونوا أكفياء لما يُراد لهم إعداده، إلا حينما يتسلحون بالقيم الدينية والوطنية والمجتمعية والأخلاقية والجمالية، وكل القيم التي تجعل منهم فاعلين أسوياء، صالحين نافعين، لأن القيم تعني الاستقامة في مفهومها اللغوي، ومجموعة القيم المتنوعة سوف تشكل شخصياتهم، وكلما استمسكوا بها، وتحلوا بها في أقوالهم وأفعالهم، واعتنت مدارسهم بتنشئتهم على القيم الإيمانية بما يبني في نفوسهم حب العلم والمعرفة، وعني معلموهم بغرسها في نفوسهم وراقبوها في سلوكياتهم، كان هذا كفيلاً بجعلهم قادرين على السير بشكل صحيح في طريقهم لطلب العلم، والمحافظة على أخلاقياتهم، وجعلهم قادرين على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، وهي كثيرة في زمنهم هذا المليء بالغزو المتنوع فكرياً وأخلاقياً، والمتسم بثورة معلومات خطيرة، لكنهم بما يملكونه من قيم إيمانية، ستصنع منهم مواطنين صالحين لدينهم، ومجتمعهم، وستجعلهم على قدر التحدي والوقوف بصلابة في وجه كل غزو هدفه تدمير أخلاقياتهم، وشل قدراتهم من خلال الحرب عليهم بالمخدرات، والأفكار الهدامة، ونحن نرى كيف هذا البلد يستهدف بملايين حبات الكبتاجون، وأطنان المخدرات، وكيف يستهدف شبابه بغزو إعلامي بغرض تدمير أخلاقياته، ورحم الله أمير الشعراء حين قال: (صلاح أمرك بالأخلاق مرجعه .. فَقَوِّم النفس بالأخلاق تستقم)