ربما لم يدر في خلد عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تدخل ارتجالياً لإيقاف أحد العروض الفولكلورية «اليولة» في جناح دولة الإمارات بالجنادرية، أن هناك من «سيمنتج» مشهد إخراجه بالقوة من قبل الجهات المنظمة عبر مقاطع اليوتيوب ويربط بينه وبين مشهد «شلة» الفنانة الإماراتية «أريام»، وأظنه لم يتخيل هذا الشاب المحتسب -عطفاً على ما فعل- أنه في خلال يومين فقط سيبلغ عدد مشاهدي مقاطع «وصلة» أريام أكثر من مليون مشاهد، أيضاً قد لا يدرك عضو الهيئة أن غالبية كبيرة من السعوديين لم يعرفوا هذه الفنانة الإماراتية إلا من بعد حادثة اعتراضه تلك. أعتقد أن عضو الهيئة أيضاً لم يخطر له ببال أن أنشط الهاشتاقات في تويتر كانت تتكلم عن قصة طرده، والبقية بين شاتم للحرس الوطني وراجم للهيئة من قبل مكدري المياه الصافية ومتصيدي المياه العكرة. هل سأل هذا العضو نفسه: كم عدد المتربصين الذين فرحوا بتعجله وحماسه لينالوا من هذا الجهاز المهم وينعتوه بالتخلف وعدم التنظيم، وكم عدد الذين سعدوا بمنظر الجنود وهم يخرجونه ليبدأوا في دسِّ فتنهم وتأليبهم وتغريرهم بالناس وإيهامهم أن المسألة هي حرب على الدين. أخيراً، لعل من المناسب التذكير بمقولة سابقة لرئيس هيئة الأمر بالمعروف عندما رسم رؤية رائعة لجهازه حين قال: يجب أن يكون الأمر بالمعروف بالمعروف والنهي عن المنكر من غير منكر.