النجاح مطلب كل إنسان وهدف كل طَموح، وهو لن يأتي دون مهر يبذل له؛ فعلى قدر النجاح يكون المهر. ويكون التقدير للنجاح ومعرفة قدره بقدر ما يبذل الإنسان للوصول إليه، وما أجمل النجاح عندما يوصل إليه بعرق الجبين!! لكن هناك أعداء للنجاح وخصوم للهمم العالية؛ فحينما يبذل الناجح جهده ويسعى للوصول إلى قطف الثمرة يواجه بعض السلبيات في المجتمع تعطي القوس لغير بارئه والميدان لغير فارسه والثمرة لغير مستحقها. فعندما يذهب الباحث عن عمل بعد كده وتعبه، وانتظامه وتضحيته للوصول إلى العمل الذي يسعى إليه يجد أن هناك من هو أقل منه مستوى ونتيجة يحصل على ذلك دون جهدٍ منه؛ وإنما لأن والده أو عمه يعمل في هذه المؤسسة، وكأن هذا العمل وراثة. كثيراً ما تعلمنا بأن الفتى ليس من قال ذاك أبي، بل من قال ها أنا بقدراته وإمكانياته وجهده، فمن بذل واجتهد فحري به أن يصل إلى مبتغاه ويُعطى حقه وثمرة جهده، فلا يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون. إن من يتلاعب بالأمانة التي أسندت إليه، ويعمل على بذل مكانته الوظيفية لأقربائه دون الرجوع إلى المقاييس العادلة والضابطة لذلك يسعى إلى هدم المجتمع وتضييعه، وحرمان المستحق لعطائه. فما أجمل أن نقدر لأهل العمل عملهم ونكون سعاة إلى مكافأتهم بإعطائهم جهدهم لنرقى ونبقى.