بوجهٍ تستطيع أن تؤلّف منه نسخة محليّة من رواية (البؤساء)، قابلني «مرضي سويكت»، وقد كنت أنتظر أن يقابلني بوجهٍ يشبه وجه الأربعاء ذات «الخمسة والعشرين يوماً من الشَّهْر»، خصوصاً أنّني التقيتهُ في وليمةٍ أعدّها احتفالاً بمسكنه المُلك الجديد بعد أن ودّع حياة الشّقق والشّقاء إلى الأبد. وحكاية «ترانا رفعنا الإيجار معجبك وإلاّ اطلع»! بعد مغادرة المعزومين والمهنئين فضفض لي مرضي بالآتي: بنيت هذا المنزل بقرض البنك العقاري وبثلاثة قروض بنكيّة. واحدٌ أساسي واثنان جسور في هذا الحيّ الذي لم يصله ولن يصله مشروع الماء بعد عشر سنوات مقبلة وربّما أكثر. الآن سأدفع شهريّاً 1700 ريال لصندوق التنمية و 700 ريال من أجل توفير الماء، إضافةً إلى ما يقتصّه البنك من دخلي الشّهري زائداً أقساط السيّارة التي تحمّلتها لنفس السبب، سيستمر هذا الوضع المُعقّد والمُقْعَد لمدّة 25 سنة مقبلة، وسأتقاعد بناءً على عمري الحالي وبالنظام بعد 19 سنة، حينها سيصبح راتبي ضئيلاً و المنزل لم يُصبح باسمي بعد ال 25 سنة المقبلة هي زهرة عمري المتأخّرة، وعمر المنزل التقريبي الذي سيبدأ أبنائي بعده بالتقديم على ذلك «الصندوق الأسود» لبناء منازلهم الخاصّة بهم. كما أنّني بعد هذه ال 25 سنة لن أكون مهتمّاً أين سأسكن! عندما كنت مستأجراً لم أكن أدفع كل هذه المبالغ الطائلة التي لا طاقة لي بها، الآن في بيتٍ لا أملكه. والحسنة الوحيدة التي أُعزّي نفسي بها مقابل كل هذه السيئات، أنّني في مأمنٍ من طردي وعائلتي إلى الشّارع. صدّقني لا شيء آخر! السؤال « بالله عليك « هل أنا مالك أم مستأجر ؟!