الدمام – محمد خياط سعود بن نايف للخريجين: أنتم مؤهَّلون لمواكبة المستجدات لخدمة الوطن السلطان: نجني اليوم ثمارَ غرسٍ طيِّبٍ تقدمه الجامعة تلبية لنداء الوطن أكد أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أهمية ما توليه الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتطوير قدرات الإنسان السعودي من خلال برامج تطوير التعليم وتدريب القوى العاملة التي أصبح سوق العمل في حاجة لها، لإيمانهم بأن تطوير الإنسان هو محور التنمية والتطور. أمير الشرقية يُحيي الحضور وأعرب خلال رعايته مساء أمس، احتفال جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتخريج الدفعة الثالثة والأربعين من طلابها، التي تضم خريجي الجامعة في الفصل الدراسي الأول والمرشحين للتخرج في الفصل الدراسي الثاني والفصل الصيفي وعددهم 1496 طالباً منهم 1236 طالباً بدرجة البكالوريوس، و236 طالباً بدرجة الماجستير، و24 طالباً بدرجة الدكتوراة، عن سعادته بأن يكون مع الطلاب في احتفالهم بتخريج الدفعة الثالثة والأربعين، وقال «طلاب هذه الجامعة العريقة مؤهلون لتلبية احتياجات التنمية وقادرون على مواكبة مستجدات العلم ومتابعة تطورات التقنية وتطبيق ما تلقوه من علوم وما اكتسبوه من مهارات لخدمة الوطن والمشاركة الفاعلة في مسيرة البناء والعمل لهذا الوطن الغالي وتقدمه». نهضة شاملة وأضاف الأمير سعود بن نايف «يسعدني أن تتزامن هذه المناسبة الغالية مع احتفال هذا الصرح التعليمي الشامخ بمرور خمسين عاماً على تأسيسه، واحتفائه بما نهض به من دور رائد في مسيرة التنمية الوطنية، وهو ما يزيد هذه النخبة المتميزة من الطلاب اعتزازاً بالتخرج في جامعة جعلت التميز هدفاً لها والتزمت به في كل أعمالها وحققت من خلاله إنجازات عديدة من أهمها الجودة النوعية لمخرجاتها، التي أصبحت الخيار المناسب لكثير من جهات التوظيف وصار عطاؤها في مؤسسات وشركات القطاعين الحكومي والأهلي رمزاً للتميز ونموذجاً لتلبية الاحتياجات المتجددة والمتطورة لسوق العمل ودليلاً على جودة العملية التعليمية في الجامعة ومواكبتها المعايير الدولية في التعليم». وتابع «إنكم تتخرجون في وقت تشهد فيه بلادنا نهضة حضارية شاملة تمتد إلى كل المجالات وتحقق مستويات قياسية من التقدم وتنفذ فيه حكومتنا الرشيدة مشاريع كبرى تساعد في تنويع القاعدة الاقتصادية وتوفر فرص العمل للمواطنين، ومن هنا تأتي أهمية دوركم في المحافظة على ما تحقق من إنجازات بتطوير قدراتكم وتجديد معارفكم ومتابعة مستجدات تخصصاتكم، وأن تبذلوا مزيدا من الجهد والعمل الذي يضيف إلى سجل العطاء الذي كتبه خريجو جامعتكم صفحات جديدة تتناسب مع ما نهلتم من العلم وما اكتسبتم من مهارات وتتوافق مع حرصكم على خدمة وطنكم الذي أعطاكم الكثير وينتظر منكم عطاءً كبيراً وجهداً وافراً ودوراً فاعلاً في تحقيق التقدم الحضاري». وقال الأمير سعود بن نايف مخاطباً الخريجين: «اليوم نبارك لكم تخرجكم، ونهنئ آباءكم وأمهاتكم بنجاحكم، كما نهنئ أساتذتكم وجامعتكم ووطنكم بإنجازكم، وغداً نسعد بعطائكم المتميز في قطاعات العمل، وأتمنى أن تحققوا بالأداء الراقي الآمال الكبار التي ينتظرها منكم وطنكم الكريم». وقدم في ختام كلمته وجه شكره إلى مدير الجامعة الدكتور خالد بن صالح السلطان، وأسرة الجامعة على جهودهم في الرقي بأدائها، متمنياً لوطننا الغالي مزيداً من التقدم والازدهار في ظل قيادته الحكيمة، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان. رد الجميل للوطن من جهته، أعرب مدير الجامعة الدكتور خالد السلطان، عن سعادته بتخريجِ دفعةٍ جديدة من طلاب الجامعة، وجني ثمار غرسٍ طيّبٍ تقدمه تلبية لنداء الوطن، ورد الجميل له، والمشاركة في نمائه ورخائه. وأكد أن حضورَ ورعاية أمير المنطقة للحفل يؤكد مجدداً اهتمام الدولة بالعلم وأهله، وشاهدا على أهميةِ الجامعة ودورها المميز في خدمة الوطن والمواطن، وأضاف «باسم الجامعة ومنسوبيها – أساتذة وموظفين وطلاباً – نغتنم هذه الفرصة لنجدد التهنئة لكم بالثقة الملكية الغالية، وندعو لكم بالتوفيق والسداد، واثقين أن المنطقة الشرقية ستشهد، نقلة نوعية في ظل سعيكم الحثيث لخدمة المنطقة وأهلها، كما ننتهز هذه المناسبة لنقّدم باسم الجامعة ومنسوبيها عاطر الشكر والامتنان للأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، الذي أحاط الجامعة بالرعاية والمتابعة والدعم لجميع أنشطتها التعليمية والبحثية والمجتمعية طوال فترة عمله أميراً للمنطقة الشرقية». وأوضح السلطان أن حفل التخرج يأتي هذا العام، والجامعة تواصل احتفالها بمرور خمسين عاماً على تأسيسها، حيث استثمرت الدعم الكبير من الحكومة الرشيدة لتتحول من كلية صغيرة إلى جامعة رائدة ذات أثر مشهود على المستوى المحلي والعالمي. جامعة بمواصفات عالمية وأضاف «خلال الخمسين عاماً الماضية، تمكّنت الجامعة، أن تكون جامعة سعودية بمواصفات عالمية، وذلك بالحفاظ على التميز ومواكبة المستجدات العالمية، وتهيئة البيئةِ التعليمية والبحثية التي تحفز طلاب هذه الجامعة وأساتذتها على العطاء والإبداع، وإطلاق مبادراتٍ نوعيةٍ تبنتها كثير من جامعات المنطقة، حيث نتج عن كل هذا التوجه إنجازاتٍ عديدة يعتز بها الوطن والمواطن». وأشار إلى أن وتيرة الجودة في مخرجات الجامعة زادت في السنوات الأخيرة، ومن أبرز ذلك أنها أصبحت بيئةً جاذبة لاستقطاب أكفأ الطلاب الذين يمثلون أفضل 2% أداءً على مستوى المملكة، واستقطاب أساتذة مؤهلين على مستوى العالم ومن خريجي أرقى الجامعات، وكذلك تنافس جهات التوظيف في يوم المهنة على خريجي الجامعة وتقديمها عروضا وظيفية مميزة، حيث بلغت هذا العام 140جهة ، إضافة إلى نجاح نموذج الجامعة فيما يُطلق عليه «نموذج الخبرة الجامعية» الذي يعزز المهارات والقيم والسلوك إلى المعارف، وذلك من خلال برامج أكاديمية مميزة بالإضافة إلى برامج نوعية مثل التبادل الدولي والأنشطة الطلابية والعمل التطوعي، والتدريب العملي، وغيرها، إلى جانب تسابق كبرى الشركات على ابتعاث الطلاب داخلياً إلى الجامعة وتوظيفهم وهم على مقاعد الدراسة حيث يمثل ذلك أكثر من ربع الخريجين، كما أن نسبةً كبيرةً منهم يوقعون عقود العمل قبل تخرجهم. وذكر أن 25 شركة عالمية أنشأت مراكزَ بحوثٍ متقدمةٍ في وادي الظهران للتقنية للاستفادة من إمكانات الجامعة وإجراء بحوث مشتركة مع أساتذتها وباحثيها وطلابها، مما يجعل وادي الظهران للتقنية أكبر تجمع عالمي لأبحاث البترول والغاز والبتروكيماويات والطاقة، مبينا أنه تم تخصيص أكثر من 600 مليون ريال لوقف الجامعة، والعمل جارٍ على إنشاء مركز أعمالٍ ليصل برأسمال الوقف إلى ثلاثة مليارات ريال خلال السنتين القادمتين، وكذلك استمرار المجلس الاستشاري الدولي الذي يضم في دورته الثالثة قياداتٍ عالمية أكاديمية وصناعية، ليوجه الجامعة لمزيد من التميز والعطاء وبمنظور عالمي في الجوانب الأكاديمية والبحثية وخدمة المجتمع، وتعاون بحثي وأكاديمي وثيق مع أهم الجامعات والمراكز البحثية العالمية مثل (MIT) وستانفورد وكامبريدج وكالتيك، وجورجيا تك، وكايست وغيرها، و15 مركزا بحثيا والتركيز على مجالات بحثية معينّة مهمة لدعم مسيرة التنمية في المملكة، إضافة إلى 140 براءة اختراع مسجلة للجامعة تمثل 80% مما أنتجته الجامعات السعودية و70% مما تنتجه الجامعات العربية، وتعمل الجامعة حالياً على تحويل ما يقرب من عشرين براءة إلى منتجات تقنية، وبروز الجامعة على المشهد العالمي للتعليم العالي كجامعة ذات مكانةٍ مرموقةٍ وذات سمعةٍ مشهودة في تميزها الأكاديمي وأثرها البحثي. كيان وفي لوطن عظيم وأكد السلطان أن الجامعة ستبقى كياناً وفياً لوطن عظيم، لتكون دائماً في المقدمة وتُسارع الخطى لمزيد من العطاء، بمنهجيةٍ علميةٍ من خلال تنفيذها لخطتها الاستراتيجية الثانية التي ترسم ملامحَ المستقبل لهذه الجامعة الفتية، حيث تضمنت رؤيتها الجديدة بأن تكون «جامعة فريدة متميزة ببحوثها المتقدمة، وبكفاءة خريجيها في المنافسة عالمياً، وبريادتها في مجالات الطاقة». وأوصى الخريجين بتقوى الله وطاعة الوالدين، وخدمة الوطن بإخلاص وتفان، والالتزام بالخلق الحسن، وتوظيف كل ما تلقوه في الجامعة من علمٍ وقيمٍ وسلوكٍ ومهارات للإسهام في تعزيز رسالتها ورفع مكانتها، وأن يكونوا سفراء متميزين لها، ولبنة صالحة في بناء الوطن الكريم. كما هنأ آباء وأمهات وذوي الخريجين، مشيداً بما بذلوا من جهد وما قدموا من تضحية، وأضاف «فلتقرّ أعينكم أيها الآباء والأمهات – بأبنائكم الذين يبدأون غداً الخطوةَ الأولى في رحلةِ العطاء لوطنٍ أعطاهم الكثير وينتظر منهم الكثير». أمير الشرقية في حديث جانبي مع مدير الجامعة الخريجون الخريجون يُحيون أمير الشرقية مسيرة الخريجين جانب آخر من مسيرة الخريجين الخريجون يحيون الحضور خريج يُعبر عن فرحته الخريجون في انتظار التكريم عائلات الخريجين شاركتهم الفرحة (تصوير: حمد المهنا) جانب من حضور الحفل