أيام كانت ألمانيا (دوقات) مقتتلة، الملك كونرالد يحاصر (بافاريا) والغيظ يجعله يقرر ويعلن إبادة كل مَن في داخل القلعة، ونساء القلعة يتوسَّلنَ إلى الملك أن يسمح لهنَّ بالخروج، وأن يفعل بالرجال ما شاء، والملك الذي يريد أن يتخلص من الإلحاح النسائي، يوافق حتي يتفرغ لقتل الرجال، بعد قليل، الحشد النسائي يعود، ليتوسَّلَ إلى الملك حتى يسمح لهنَّ الملك بأن تحمل كل امرأة منهنَّ على ظهرها شيئاً تخرج به من القلعة المُحاصَرة لتعيش به بقية حياتها، والملك يوافق حتي يهربَ من إزعاج النساء، وحتى يتفرَّغ لقتل الرجال، بعد قليل كان صفُّ النساء الطويل يخرجُ من القلعة وكل امرأة منهنَّ تحمل على ظهرها.. زوجَها. ومشروع تفكيك الأسرة في الغرب يبدأ منذ الستينيات، والإعلام اليهودي البارع، يطلق أروع الأغنيات لتفكيك هذا، باسم الحرية، والأمر يبدو وكأنه الجنة. وفي الستينيات ذاتها، كانت ثورة الطلاب في فرنسا، وصرخة الطلاب للحريَّة تجذب الملايين من الطلاب، وغيرهم في ثورة عارمة، وديجول يعجز عن إيقاف الثورة. وزيرٌ ذكيٌّ هناك يجعل قائد الثورة (داني كوهين) وهو يهودي، يجلس أمام كاميرا التليفزيون، ويجعل ملايين الناس يجلسون في بيوتهم أمام التليفزيون، والوزير يسأل داني: ماذا تريدون؟ وداني يشرع في الحديث، وكلما قال جملة، غاصت أعناق الناس أمام التليفزيون. جامعات دون معلمين؛ لأنَّ المخابرات طغيان.. ودولة دون ضرائب، ودون محاكم، ودون جيش؛ لأنَّ هذا طغيان. في اليوم التالي، كان ميدان الكونكورد الذي ظلَّ يحشد مليون شخص يومياً، فارغاً، والريح تحملُ بعض الأوراق هناك. والمجتمعات يمكنُ قيادتُها بالطبل والصراخ، وإحسان عبدالقدوس كان يقصد هذا بعنوان روايته (لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص). الحريه التي تدعو لهدم الأسرة، التي تنطلق في الغرب منذ الستينيات، تتوقف الآن، هي تلهث. تتوقف هناك، لكن يشرعون الآن، في نقلها إلى بيتك أنت!