تحوَّلت مراسم تشييع جثامين المقتولين في أحداث العنف الطائفي في منطقة الخُصُوص القريبة من القاهرة إلى أعمال عنف، واشتبك مسيحيُّون ومسلمون أمس أمام مقر الكاتدرائية المرقسية في منطقة العباسية القريبة من وسط القاهرة، فيما أعلنت هيئة الإسعاف المصرية مقتل شخص. وهاجم أهالى الضحايا المسيحيين قوات الأمن وأغلقوا طريق رمسيس أمام كاتدرائية العباسية ما أدى إلى شلل في حركة المرور ظهر أمس، واعتبر أهالي الضحايا أنَّ الشرطة كانت تستطيع حماية القتلى لكنها لم تفعل. وهتف مشيُّعُو الضحايا المسيحيين ضد الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي ومرشد الإخوان محمد بديع، ورددوا هتافات «يسقط يسقط حكم المرشد» و»ارحل» داعين الرئيس لترك الحكم ومتهمين الإخوان بعدم توفير الحماية اللازمة للمسيحيين. وكانت أعمال عنف طائفي وقعت مساء الجمعة الماضية بين مسلمين ومسيحيين في منطقة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية ما أدَّى إلى وفاة 4 مسيحيين ومسلم، وإصابة 15 من الجانبين، ويرجع شهود عيان اندلاع الأحداث إلى اعتراض رجل مسلم على رسم صليب معقوف (رمز النازيين) على جدار معهد أزهري. من جانبه، أكَّدَ مدير أمن القليوبية، اللواء محمود يسري، أنَّ الشرطة عززت أمن المساجد والكنائس في منطقة الخُصُوص وبدأت حواراً مع طرفي الأزمة للحيلولة دون تجدُّد العنف الطائفي، متهماً، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، من سمَّاهم «ضعاف النفوس» بإشعال المصادمات بعدما كان ممكناً احتواء المشاجرات في بدايتها. سياسياً، كشف رئيس حزب المصريين الأحرار، أحمد سعيد، أنَّ حزبَه سيُرسلُ ممثلين عنه إلى كنيسة مارجرجس في منطقة الخصوص للعمل على التهدئة، مشدداً على رفض التعصب الديني وضرورة معاقبة المعتدين لتجنب المساس بالوحدة الوطنية. بدورها، أعلنت وزارة الداخلية أنَّه «أثناء تشييع الجنازات وسيرها في شارع رمسيس الذي تطلُّ عليه الكاتدرائية قام بعض المشيِّعين بإتلاف عددٍ من السيارات ممَّا أدى إلى حدوث مشاحنات ومشاجرات مع أهالي المنطقة». وشارك آلاف الأقباط بعد ظهر الأحد في مراسم التشييع، وتقول تقارير إنَّ الأقباط يشكلون ما بين 6% و10% من المصريين البالغ عددهم 84 مليوناً، وهم أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط. مسيحيون يشيعون أمس عصام تاوضروس، أحد قتلى العنف الطائفي في منطقة الخصوص