تواصلت ندوة (قضايا الإعلام العربية في البرامج الإعلامية الحوارية: الموضوعية – المصداقية – المهنية) في جزئها الثاني مساء أمس الأول بمداخلة القانوني خالد أبو بكر، الذي قال إن الموضوعية في الإعلام مسألة مستحيلة بمختلف الوسائل الإعلامية بغض النظر عن نوعها، بسبب أن القضايا مؤدلجة وجعل مصداقية البرامج تتدنى. وبين أبو بكر أن مقارنة المصداقية والمهنية والموضوعية بعموم إعلام صورة سالبة لدور البرامج الحوارية في الفضائيات العربية عامة، مشيراً إلى أن التحولات المعاصرة التي يشهدها العالم أوجدت كثيراً من العقبات وأفرزت عديداً من التحولات في المضامين الإعلامية عامة والحوارية خاصة، مما جعلها في ذيل القائمة اهتماماً من قبل الفضائيات من جانب، والمشاهدة المتدنية في نسبها من جانب آخر. بينما وصف أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور علي بن شويل القرني البرامج الحوارية الفضائية، إما «إشعال الحرائق» والآخر في «إطفاء الحرائق» مبيناً أن البرامج الحوارية هي جزء من منظومة متكاملة من البرامج والمنتديات النقاشية التي تجسد مفهوم الحوار والجدل والتعاطي في الشؤون العامة والقضايا المجتمعية التي تتمثل في مفهوم «الفضاء العام». وعد ظهور قنوات الأخبار المتخصصة ظاهرة استثنائية في الصحافة التليفزيونية، مستعرضاً أشهر البرامج الحوارية العالمية. وعرضت الدكتورة أميرة كشغري تجربة المرأة السعودية في الإعلام والبرامج الحوارية في الإذاعة والتليفزيون، مؤكدة أن المرأة السعودية استطاعت أن تحقق النجاح في الفضاء الإعلامي من خلال وجودها في مختلف البرامج الحوارية مشيدة بالدعم الذي أولته وزارة الثقافة والإعلام للمرأة في المجال الإعلامي ومشاركتها الفاعلة في البرامج الحوارية، مشيرة إلى أن ظهورها مر ببدايات صعبة و واجهت فيه العقبات والتحديات، الأمر الذي تطلب مرحلة أخرى أكثر رحابة، وأكثر انتشاراً. وشددت كشغري بقولها، من يتابع برامجنا الحوارية فيما يتعلق بالقضايا العربية، في رأيي يجد أن نسبة المصداقية والموضوعية لا تصل في أعلى صورها إلى أقل من 50%، وخاصة فيما يتعلق بوضع الإعلام العالمي تجاه الموضوعية والمصداقية، إلى جانب ما تفتقده البرامج العربية الحوارية من مهنية، الأمر الذي يجعلها متدنية المشاهدة، مما جعل هذه البرامج تفتقر بشكل كبير إلى الإعداد العميق، وضعف الابتكار و التجديد والشمولية في تناول ما تطرحه من قضايا. واستعرض سيمون أبو فاضل، عديداً من القضايا التي رصدها في برامج حوارية عربية بافتقادها المصداقية والموضوعية، عطفاً على ما هو رائج في الوسائل الإعلامية عامة في مختلف دول العالم. مشيراً إلى أن البرامج الحوارية العربية تفتقد بشكل كبير إلى المهنية التي يحتاجها هذا النوع من البرامج، ما يزيد من ضعفها وبالتالي صرف المشاهدين عنها. وحذر أبو فاضل من طغيان الميول الشخصية على الموضوعية في كثير من الموضوعات، وبين أن الموضوعية تعد من ضرورات العرض الناجح مهنياً ومعرفياً بقوله «إن الموضوعية في عصر الإنترنت والسرعة يجب أن تكون عقلانية عند التحليل والمقاربة من أجل الحفاظ على منطق العقل المستند إلى وقائع في حد ذاتها صحيحة وموضوعية«. من جانبه وصف الدكتور عبدالملك الشلهوب، أن البرامج الإعلامية الحوارية متنوعة الحضور، إذ دخل تنوعها حمى إعلامية في مختلف المجالات، وتعدد لمختلف شرائح المجتمع عطفاً على خصائص ما تمتلكه الشاشة مقارنة بالمكتوب أو المسموع مركزاً على أهمية الطرح الموضوعي والصادق للموضوعات في البرامج الحوارية، كون ما يتم تناوله في مثل هذه البرامج من أفكار وآراء تؤثر في المشاهد سواء كان اجتماعياً أو اقتصادياً أو سياسياً.