أوقفت تدخلات وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، تنظيم مهرجان تبوك الأول للشعر الخليجي، بعد اعتراضها على دعوة نادي تبوك الأدبي (منظم المهرجان) بعض الأسماء للمشاركة في المهرجان، ومطالبتها بإبعادهم، حسبما كشف رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، المسؤول الإداري في النادي، عبدالرحمن الحربي، في تصريح ل«الشرق». وأعلن النادي أمس عن تأجيل المهرجان، الذي كان مقرراً اليوم افتتاحه. عبدالرحمن الحربي وقال الحربي، في اتصال هاتفي ل «الشرق» معه: بكل أسف، تدخلات وضغوط وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، ومدير عام الأندية الأدبية عبدالله الكناني، هي التي ساهمت بالتأجيل «غير المبرر»، الذي أوقع النادي في حرج كبير مع 13 شاعراً وشاعرة، لهم حضورهم، وتمت دعوتهم، مشيرا إلى أن عددا من المدعوين وصلوا تبوك، ويقطنون في أحد فنادقها، وأن بعضهم في الطريق إلينا. وأوضح أن مدير عام الأندية الأدبية ضغط على رئيس النادي الدكتور نايف الجهني، بعدم استضافة بعض الأسماء، التي قال إنها تهاجم الوزارة باستمرار، وطلب استبعادهم، وأنه أرسل رسائل عبر تطبيق «واتساب» لصور من الصحف، ل «تهجم» بعض الأدباء على الوزارة. وتابع: قلت حين مناقشة هذا الأمر في اجتماع لمجلس الإدارة، لا يمكن استبعاد أشخاص تم دعوتهم بسبب خلافات ليس لنا علاقة بها. وأفاد الحربي أن الحجيلان اتصل بوكيل إمارة تبوك جميل السحلي وقال له إن الوزارة غير موافقة على المهرجان، وأنه لا يمكن إقامته دونها، رغم أن النادي أرسل دعوة لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة لحضور الفعالية، الذي أوكل لوكيل الوزارة للشؤون الثقافية بحضور المهرجان، وسبق أن أشعرناهم بالموعد الأول لتنظيم المهرجان 11 فبراير، لكن أمير المنطقة رغب في الأول من أبريل حتى يحضره بنفسه. وتابع قائلاً: اجتمع وكيل الإمارة مع رئيس النادي ونائبه ومعي، وقال لنا بالحرف الواحد «نحن لم نتدخل في الانتخابات ولا نفرض عليكم رأيا»، وسأل وكيل الإمارة هل الأندية تتبع وزارة الثقافة والإعلام؟ وأطلعناه على لائحة الأندية الأدبية، التي تنص على أن النادي مستقل إدارياً، ولا يوجد نص فيها يتطلب موافقة الوزارة على الأنشطة التي يقيمها النادي. واتهم الحربي مدير عام الأندية الأدبية عبدالله الكناني بأنه هو من ضغط على أعضاء مجلس الإدارة لتأجيل المهرجان، مشيرا إلى أنه هدد بأن أعضاء النادي إذا لم يرضخوا للأمر، سيشكل لجنة تحقيق أسوة بالأندية الأخرى، وأنه اتصل بضيوف المهرجان وقال لهم إن المهرجان تأجل. وتساءل الحربي: بأي حق يتم تأجيل المهرجان؟ ومن المستفيد؟ هل أصبحت وكالة الشؤون الثقافية عبئا على الأندية الأدبية والمثقفين بقرارات لا تخدم الوسط الثقافي في المملكة؟ مبينا أن الأندية الأدبية من مؤسسات المجتمع المدني مستقلة ومنتخبة وتؤدي دورها. وحاولت «الشرق» الاتصال بمدير عام الأندية الأدبية عبدالله الكناني، في محاولة لمعرفة رأيه في الموضوع والرد على اتهام الحربي، إلا أنه لم يرد على الاتصالات. وكان الحربي أوضح في ختام حديثه ل «الشرق»، أنه سيصدر بياناً صحفياً، وهو ما حدث فعلاً أمس، وحصلت «الشرق» على نسخة منه، وسرد فيه التحضير للمهرجان «منذ نهاية شهر محرم لعام 1434ه»، ومخاطبة وزارة الثقافة والإعلام عبر ثلاثة خطابات لم يتم الرد عليها، «إلا أن الكناني أكد عبر «الواتساب» وصول الخطاب السابق (الأخير الموجه لوزير الثقافة والإعلام) مرفقا صورة ضوئية من الرسالة، وأجرى الكناني اتصالا هاتفيا برئيس مجلس الإدارة يخبره بأن الحجيلان يود الحضور، إلا أن وجود اسم محمد بودي ضمن قائمة المشاركين سبّب إزعاجا له، وطالب باستبعاده، غير أن رئيس المجلس أبلغه بأن بودي تمت دعوته كمثقف، وما دام أنه دُعي فليس من الأخلاق أن نعتذر له عن حضوره»، وكذلك أوضح في البيان اجتماعهم بوكيل إمارة منطقة تبوك جميل السحلي، الذي أكد فيه أن «الإمارة ترفض التدخل في شؤون النادي، والقرار بيد مجلس الإدارة، ولكنه وجه بمراعاة مصالح النادي وعدم الدخول فيما لا يخدم مثقفي المنطقة». وبين الحربي أنه تفاجأ بعد ذلك «بعدة رسائل من قبل بعض الأعضاء يطالبون فيها عقد اجتماع طارئ دون أن يطرحوا موضوعا واحدا لمناقشته»، وفي الاجتماع وبعد حديث طويل تم تأكيد «اتصال مسؤول من الوزارة يحذر من إقامة المهرجان بدون موافقة الوزارة»، وجرى طلب «طرح تأجيل المهرجان للتصويت»، و»توالت أصوات السيدات بالموافقة على التأجيل»، مشيرا إلى أن ذلك «يكشف اتفاقا مسبقا، ويؤكد الاتصالات التي جرت بين بعض الزملاء وبين الكناني، ومطالبتهم بالتصويت على التأجيل، وقد تم بالفعل التصويت على التأجيل، مع امتناع «عائشة الفيفي عن التصويت، وعدم موافقة نائب الرئيس وانسحابي من الجلسة، وقد دونت الأصوات بطريقة الخطاب حسب توجيه الكناني الذي وضع مجلس الإدارة بين خيارين، إما الموافقة على الاعتذار لبودي من المشاركة أو إلغاء المهرجان بطريقة بالتصويت على التأجيل.