أعلن نادي تبوك الأدبي أمس تأجيل مهرجان تبوك الأول للشعر الخليجي إلى شهر شوال المقبل، وذلك قبل يوم واحد على انطلاقه، إذ كان من المقرر أن تبدأ فعالياته مساء اليوم (الإثنين). وأوضح المتحدث الرسمي ل«أدبي تبوك» الكاتب عبدالرحمن العكيمي أن النادي قرر تأجيل المهرجان إلى شهر شوال، معرباً عن اعتذاره الشديد للمشاركين في المهرجان والضيوف، مرجعاً أسباب التأجيل إلى ظروف خارجة عن إرادة النادي، وقال، في بيان (تلقت «الحياة» نسخة منه): «نتمنى أن يعذرنا الضيوف من المبدعين والمثقفين والأدباء والإعلاميين على هذا التأجيل، فنحن نتشرف بحضورهم في تبوك، لكن تأجيل المهرجان كان فوق إرادتنا كإدارة للنادي». لكن «الحياة» علمت أن سبب التأجيل يعود إلى انقسام داخل مجلس إدارة النادي، نصف يؤيد إقامته ونصف يتحفظ، ومن هؤلاء الدكتور محمد الوابصي الذي قال إن المهرجان قام بتهميش شعراء المنطقة «ولن يضيف شيئاً إلى المنطقة وشعرائها». غير أن الغالبية، كما قال أحد الأعضاء، أقرّوا المهرجان وطلبوا من الشاعر عبدالرحمن الحربي الشروع في الإجراءات، فقام بالتعاقد مع شركات دعائية وإعلامية لتغطية المهرجان وترويجه وتنظيمه، وعمل فيلم وثائقي حول الشاعر الراحل محمد الثبيتي، ولكن الوابصي اعترض وكذلك اللجنة الإعلامية اعترضت، وتمت إحالة الشؤون الإعلامية إلى اللجنة الإعلامية برئاسة الروائي علوان السهيمي. وقال رئيس «أدبي تبوك» السابق محمد فرج العطوي ل«الحياة»: «أنا من المعارضين لإقامة هذا المهرجان بالصورة التي كان سيقوم عليها، ولأنني من مثقفي المنطقة فلي تحفظات على هذا المهرجان إن كان هذا مهرجاناً». وأضاف موضحاً الأسباب قائلاً: «الطريقة التي سيقوم بها هي إساءة إلى المنطقة وإلى شعرائها، ولم تشارك المنطقة بشعرائها في سلسلة الأمسيات التي ستقام، والنادي يشارك فقط بالمال»، مشيراً إلى أن هذه الفعالية «تريد أن تعمل تقريراً للشاعر محمد الثبيتي وهو اسم عربي كبير، ولكن هناك أندية قدمت له مهرجاناً باسمه وجائزة أيضاً، فلماذا نحن نتدخل في عمل غيرنا؟» وحول وصول بعض المشاركين إلى المهرجان أشار إلى أن ذلك «سوء تخطيط في إدارة المهرجان»، مؤكداً أنه «لا بد للمهرجان من أن يشير إلى المنطقة ومثقفيها ولا يهمشها». وأبدى رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الشاعر عبدالرحمن الحربي أسفه الشديد «حيال التصرفات التي يمارسها المدير العام للأندية الأدبية عبدالله الكناني باسم وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، التي أسفرت عن إجهاض المهرجان قبل ساعات من انطلاقته برعاية أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز». وأكد أن المهرجان بدأ العمل في التحضير له منذ نهاية شهر محرم لعام 1434ه «عندما طرحت الفكرة على أعضاء مجلس الإدارة وفوضني المجلس بالإجماع على التحضير له، باعتباري رئيس اللجنة المنبرية، على أن يكون المهرجان من ضمن أنشطتها المنبرية». وقال إنهم أرسلوا خطاباً إلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بتاريخ 11-5-1434 «ندعوه إلى حضور حفلة الافتتاح وإلقاء كلمة بهذه المناسبة، ولم يتم الرد، إلا أن الكناني أكد عبر «الواتسآب» وصول الخطاب السابق مرفقة صورة ضوئية من الرسالة، وأجرى الكناني اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس الإدارة يخبره بأن الحجيلان يود الحضور، إلا أن وجود اسم محمد بودي ضمن قائمة المشاركين سبب له إزعاجاً، وطالب باستبعاده، غير أن رئيس المجلس أبلغه بأن بودي تمت دعوته كمثقف، وما دام أنه دعي فليس من الأخلاق أن نعتذر له عن عدم حضوره، وأخبره بأنني المسؤول عن هذه الأمور وأنه سيستشير الإخوة الزملاء. بعدها بعشر دقائق أرسل لي الكناني عبر «الواتسآب» صورة لخبر نشر في صحيفة «الحياة» بعنوان «بودي يتهم الحجيلان بتحريضه ضد المثقفين»، من دون أن يعلق فأجبته: استضفناه بحسب المادة الثانية من اللائحة، وما يجري بينه وبين الوزارة لا علاقة لنا به». وأضاف الحربي أن وكيل إمارة منطقة تبوك جميل السحلي اجتمع بهم، وأكد خلال الاجتماع أن الحجيلان اتصل به هاتفياً، وأخبره أن المهرجان يشترط لإقامته موافقة الوزارة، فأكدت له أن الحجيلان لا يستند إلى مادة تنص على ذلك، وأكد جميل السحلي أن الإمارة ترفض التدخل في شؤون النادي والقرار بيد مجلس الإدارة، ولكنه وجّه بمراعاة مصالح النادي وعدم الدخول في ما لا يخدم مثقفي المنطقة. وبعد خروجنا من الاجتماع مع وكيل الإمارة فوجئت برسائل من بعض الأعضاء يطالبون فيها بعقد اجتماع طارئ، من دون أن يطرحوا موضوعاً واحداً لمناقشته، فأدرجت على جدول الأعمال المواضيع المهمة المتعلقة بالمهرجان، وعند حضور الأعضاء تمت المطالبة بطرح تأجيل المهرجان للتصويت، وتوالت أصوات السيدات بالموافقة على التأجيل، ما يكشف اتفاقاً مسبقاً ويؤكد الاتصالات التي جرت بين بعض الزملاء وبين الكناني، ومطالبتهم بالتصويت على التأجيل، وتم بالفعل التصويت على التأجيل، مع امتناع عائشة الفيفي عن التصويت وعدم موافقة نائب الرئيس وانسحابي من الجلسة». وكان رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور نايف الجهني أوضح في وقت سابق، أن المهرجان الشعري «يعد أحد فعاليات النادي لهذا الموسم»، مبيناً أنه سيكون برعاية من أمير المنطقة، «وهو الداعم الحقيقي للثقافة في تبوك». وأكد أن المهرجان «يضم نخبة كبيرة من رموز الشعر من دول مجلس التعاون الخليجي». ومن المشاركين في المهرجان: علي الشرقاوي وفتحية عجلان من البحرين وسعدية مفرح ورجا القحطاني من الكويت، وعبدالله الزيد وهيلدا إسماعيل وسعيد السريحي ومسفر الغامدي ومحمد العباس وميساء الخواجا وشيمة الشمري ومحمد المزيني ومحمد جبر الحربي ومها السراج ومضاوي الحميدة ومحمد بودي وعبدالله الخشرمي ومعتوق الشريف وعبدالواحد الأنصاري وعبدالرحمن العكيمي وحسن الزهراني وسكينة المشيخص من السعودية وعبدالله العريمي وحصة البادي من عمان وهيا الدرهم وعبدالله السالم من قطر وإبراهيم محمد وشيخة المطيري من الإمارات.