بدأ المواطنون في عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى العودة إلى مكاتبهم المنهوبة أمس الأول، في الوقت الذي مازال ممكناً سماع دوي إطلاق النار المتقطع في بانجي. وانقلب حال كثير من مباني الوزارات والمدارس والمحلات في بانجي رأساً على عقب بعد انقلاب قام به متمردون مطلع الأسبوع الماضي أجبر الرئيس فرانسوا بوزيزي على الفرار إلى الكاميرون. وقالت مسؤولة في وزارة الشؤون الخارجية «إنهم دمروا كل شيء، كان الأمر مُذلاً حقاً، يبدو أنهم سحقوا جمهورية إفريقيا الوسطى، لقد أتوا على الدولة». وتحدث الشهود عن قيام أفراد من تحالف سيليكا المتمرد، الذي استولى على السلطة وعلَّقَ العمل بدستور البلاد، ببعض أعمال النهب. في المقابل، أكد الناطق باسم المتمردين، كريستوف جازامبتي، أن قوات سيليكا إلى جانب القوات الفرنسية والإقليمية تقوم بدوريات في شوارع بانجي لوضع حد لأعمال السلب والنهب وتوفير الأمن. وأضاف «طلبنا من قادتنا وضع شارات لتحديد هويتهم وإنهاء إطلاق النار المتفرق». وشنَّ متمردو سيليكا الذين اتهموا بوزيزي منذ فترة طويلة بخرق اتفاق سلام أُبرِمَ عام 2007، هجوماً ضد الحكومة في ديسمبر الماضي. في حين جرى التوصل إلى اتفاق سلام بوساطة دولية في الجابون ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية في يناير الماضي، فإنه ليس من السهل استعادة السلام والأمن في دولة شهدت انقلابا أو تمرداً واحداً بعد الآخر. بدوره، قال مدير مشروع إفريقيا الوسطى في مجموعة الأزمات الدولية، تيري فيركولون، في تحليلٍ له «في الوقت الحالي، جمهورية إفريقيا الوسطى ليست محكومة ولا يمكن حكمها». وتابع «الأمر الضروري الآن هو استعادة القانون والنظام في بانجي وفي بقية البلاد أيضاً»، مضيفاً أن سيليكا «قد لا تستطيع السيطرة على كل جنودها كما هو واضح من خلال عمليات النهب».