أكد الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية الدكتور طلعت حافظ، أنه لا يوجد أي تأثير للأزمة القبرصية على البنوك والمصارف السعودية، مشيراً إلى أن تعامل السعودية مع الجزيرة القبرصية في القطاع المصرفي محدود للغاية. وقال حافظ: إن حجم الإيداعات السعودية في البنوك القبرصية لم تتأثر أيضاً بالأزمة؛ كونها ضئيلة، لاسيما أن فرض الضريبة على الإيداعات ساهم في تقليل المودعين، موضحاً أن أغلب الإيداعات السعودية فردية ولن تتأثر كثيراً بهذه الأزمة. من جهته، قال رئيس قبرص أناستاسيادس أمس، إن بلاده لا تنوي الخروج من منطقة اليورو، وطمأن القبارصة بأنه قد تم احتواء الخطر في أعقاب اتفاق إنقاذ مع الاتحاد الأوروبي بشروط قاسية. وأضاف في مؤتمر في نيقوسيا «لا نية لدينا للخروج من اليورو، ولن نغامر أبداً بمستقبل بلدنا». وانتقد أناستاسيادس – الذي لم يكد يكمل شهراً في منصبه- شركاء قبرص في منطقة اليورو التي تضم 17 دولة متهماً إياهم «بتقديم مطالب غير مسبوقة أجبرت قبرص على أن تكون تجربة». وللمرة الأولى منذ تفجر أزمة الديون في أوروبا، أُجبر المودعون على تحمل جزء من تكلفة خطة الإنقاذ التي تهدف لمساعدة قبرص على سداد ديونها والبقاء في منطقة اليورو. وأكد أنه تم تفادي خطر الإفلاس، وأن الموقف بالرغم من كل مآسيه تم احتواؤه. وذكر الرئيس القبرصي أن القيود التي فرضتها الجزيرة على التعاملات المصرفية – والتي لم يسبق لها مثيل في منطقة اليورو منذ بدء تداول العملة الموحدة عام 2002 – ستلغى تدريجياً، لكنه لم يحدد إطاراً زمنياً. وتمكن أناستاسيادس من إبرام اتفاق الإنقاذ في اللحظات الأخيرة في بروكسل قبل خمسة أيام، لكنه قوبل بردود فعل غاضبة من القبارصة بسبب ثمن هذا الاتفاق، وهو إغلاق البنك الشعبي القبرصي ثاني أكبر بنوك الجزيرة الذي يعرف أيضا باسم لايكي، والسيطرة على الودائع التي تزيد على 100 ألف يورو. ويصر الزعماء الأوروبيون على أن السيطرة على الودائع الكبيرة في قبرص هو إجراء لن يتكرر في إدارتهم لأزمة الديون. لكنَّ صانعي السياسة المالية منقسمون، وقد تكدرت الأجواء بعد يوم من توقيع الاتفاق حين قال جيروين ديسيلبلوم، رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو، إن هذه الخطة ستكون نموذجاً لحل الأزمات في المستقبل. وتراجع ديسيلبلوم عن هذه التصريحات بعد أن دفعت الأسواق للهبوط. لكن كلاس نوت عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي قال إن هذا التقدير لم يجانبه الصواب. ونقلت صحيفة هيت فاينانسيل داجبلاد الهولندية أمس عن نوت قوله في إشارة إلى ديسيلبلوم «فحوى تصريحاته هو المنهج المطروح في أوروبا منذ فترة طويلة».