ماذا لو أن امرئ القيس “فسبك” و” توتر” في ذلك الزمن الجاهلي؟! ما عساه أن يقول؟ قفا “فسبكوا” ذكرى حبيب ومنزل! والفارس “عنترة العبسي” هل كان سيقبِّل شاشة الكمبيوتر – بدل السيوف – مرسلاً “تغريدات الهوى” ل”عبلة” بعد انتهاء المعركة مُرْفِقاً على بريدها الإلكتروني صور ضحاياه مثبتاً شجاعته النادرة؟! وجميل بن معمر لكأني به متنقلاً بين مضارب القوم يلتمس شبكة “واير لس” من إحدى الخيام التي تتوفر بها خدمة “dsl” فيبقى تلك الليلة بالقرب من “منزل الحبيب” منزوياً خلف “طعس” يدردشان هو و”بثينة” عن مستوى حالتهما القلبية. أعتقد أن الثلاثي الشعري “امرؤ القيس وعنترة وجميل” لن يجازفوا بمجد حفظه التاريخ والكتب ويضعوا قصص عشقهم تحت رحمة شركات تشهد “خطوطها الأرضية والهوائية” خللاً في الشبكة ناهيك عن انقطاع خدمات الإنترنت المقدمة وبطئها المترافق مع أسعارها الباهظة؛ وهذا ملاحظ في مدن الخدمات الرئيسية فما بالك بالمضارب والبادية! فإن كانت الشبكة لا تأتي إلا بعد ارتقاء العميل لأعلى جبل في “الحتّة” فمن سيضمن للشعراء الثلاثة أن مشاكل الشبكة لن تؤثر على تواصلهم بأحبائهم؟! الواقع يجيب بأن الشركات لا تضمن جودة الخدمة؛ وعلى الشعراء الثلاثة العودة للحمام الزاجل أو السفر للصومال فحال الاتصالات هناك أفضل بالرغم من المعارك والفقر والدمار؛ و”يا دار عبلة ب”الجوال” تكلَّمي!