عُرف مرض (الدَّرَن) منذ عصور التاريخ الأولى على عهد قدماء المصريين بالمرض القاتل، حيث يعتبر من بين الستة أمراض الأولى (الملاريا، الالتهاب الرئوي، الحصبة، السيدا، والإسهال) المسببة ل 90% من الوفيات حول العالم، وعلى الرغم من أنَّه كمرض قابل للشفاء إلا أنَّ انتشارَه السريع قد يفتك بملايين الناس دفعة واحدة إذا ما لم تُتَّخَذ كافة الجهود الطبية لوقف انتشاره. ولأنَّ الوقاية خيرٌ من العلاج؛ كان لابد من ممارستها والعمل بها في محيطنا الداخلي والخارجي، وهنا تحضرني قصة حدثت قبل عدة أعوام لخادمة إثيوبية نقلت عدوى مرض السُّل لأسرة خليجية مكوَّنة من أب وأم وطفلين صغيرين، بسبب إهمال الأب وتأخره في إجراء فحص العمالة الوافدة للخادمة، ليكتشف الأب بعد مرور أكثر من شهر على وصولها أنه وأسرته بل ومعظم أقاربه وأقارب زوجته من المخالطين قد طالتهم العدوى من الخادمة بفيروس السل النشط من نوع T.B وهو أشدُّ أنواع مرض السل خطورةً وفتكاً بالإنسان. إنَّ الإصابة بعدوى مرض السل سهلةٌ، لكنَّ الصعب هو إنقاذ حياتنا وحياة مَن حولنا بعد الإصابة بها، خاصة وأنَّ شريحةً كبيرةً من أبناء مجتمعنا لا تمتلك القدرة على مراجعة المستشفيات لإجراء الفحوص اللازمة فور الشعور بأعراض، وذلك لاستبعادها حدوث ما لا تتوقعه من أمراض، متناسين أنَّ في مثل حالات مرض السل مثلاً، هنالك من بين كل ثلاثة أشخاص يُوجَد واحد على هذا الكوكب حامل للميكروبات المسببة لمرض السل التي قد تنتقل حتى بمجرد الكلام.