إن تربية الأبناء مسؤولية جسيمة وأمانة عظيمة، فهم زينة الحاضر، وتاريخ المستقبل، وهم رجال الغد وبناة المجد، فحينما تتكامل مؤسسات المجتمع بدءاً من الأسرة والمدرسة وتستشعرعظم المسؤولية لأجل إعداد جيل قادر على الصعود إلى قمة المجد في شتى صنوف المعرفة، فحقاً سنتبوأ القمة بين الأمم ، أما حين نغفل هذه المسؤولية ولانهتم بها ونترك التربية الحقة للأبناء على القيم الإنسانية ونوكل بالتربية غيرنا من الخدم والسائقين الأجانب والشاشات التقنية فلا شك أننا سنعرف مذاق الحسرة والندم حينما نرى غيرنا تسطر أجيالهم الحضارات وتزداد الحسرة حينما نكون من فرط في البناء والتقويم. أبناؤنا تواجههم في الحياة صعوبات وتحديات وهم بحاجة إلى من ينير لهم الطريق ويقودهم إلى السلام، أبناؤنا يملكون الجهد والوقت والذكاء والفطنة وهم بحاجة إلى مؤسسات ترعاهم وتنتج منهم الأفكار والاخترعات. إن الزمن الذي يعيش فيه أبناؤنا اليوم غير الزمن الذي عشنا فيه. فهل حقاً قدرنا الفرق بين الزمنين وأوجدنا التربية القادرة على الاستفادة من متغيرات الزمن في صالح أبنائنا ؟ أبناؤنا،صفحات بيضاء قابلة للكتابة فمَنْ يمسك القلم وياترى ماذا سيرسم ؟ أبناؤنا مزارع طيبة للزراع، فمن الزارع وماهي الثمرة ؟ كلي أمل أن نعمل على تربية جيل تكتمل فيه الأخلاق مع المعرفة والعطاء مع الحكمة، ولن يأتي ذلك الجيل إلا بالعمل والتكامل .