بيروت – الشرق لبنان يعيش أزمة سياسية بغطاء طائفي. حزب الله «قتلة ومجرمون» منذ اغتيال الحريري. القانون الأرثوذكسي لن يفيد إلا المتطرِّفين. حكومة ميقاتي ستستمر لوقت «غير قصير» علاقتي بالقيادة العكسرية ما زالت متوتِّرة. من على أريكته بنيّة اللون، يتحدث عضو كتلة المستقبل النيابية في لبنان، النائب معين المرعبي، عن الحرب في سوريا ووضع طرابلس وينبِّه إلى اعتزازه بدعم ثوّار سوريا، كاشفاً عن أمنيته ب «الحصول على السلاح لإمدادهم به»، فذلك بالنسبة للنائب الشمالي شرفٌ لم يُتح له بعد، هنا نص المقابلة: * كيف ترى الوضع الآن في لبنان؟ الشيخ أحمد الأسير - الوضع في لبنان مُتفجر، الموالون لنظام الأسد وإيران هم الذين يقومون بالتفجير لا نحن، ورغم ذلك لا أعتقد أن هناك فتنة طائفية، لكن هناك مشكلة سياسية بغطاء طائفي، أما ما جرى منذ أيام، كمحاصرة مسجد بلال بن رباح التابع للشيخ أحمد الأسير وإقامة ترسانة عسكرية حوله من قِبَل الجيش اللبناني، فهذا «غباء وفي نفس الوقت تواطؤ مع حزب الله». * هل ترى أن الانتخابات النيابية ستتم في موعدها؟ - أتمنى ذلك، لكني أعتقد أن حزب الله يبذل ما في وسعه كي تتأجل الانتخابات ويستمر الشلل عبر الحكومة العقيمة. * ولكن ماذا عن استقالة حكومة نجيب ميقاتي؟ - أقول إن حزب الله نجح هو وحلفاؤه في التعطيل مجدداً، وأعتقد أن الحكومة الحالية المستقيلة ستستمر في تسيير الأعمال إلى وقت ليس بالقصير أبداً. * أي قانون انتخابي تُفضّل؟ وما رأيك في القانون المعروف ب «الأرثوذكسي» المتمسك به فريق 8 آذار؟ - أنا مع قانون الانتخابات المعروف ب «الستين» الذي جرت على أساسه الانتخابات الماضية في العام 2009، أراه عادلاً على كل المستويات، إذ إنه يوفّر التمثيل بالنسبة للعدد الطائفي، أما إذا أرادوا المناصفة فأنا ضدها، كيف أعطي المسيحيين خمسين نائباً، فيما هم يستحقون 33؟ هل من العدالة أن يأخذوا أكثر مما يمثلون؟ أنا ضد المثالثة، أما بالنسبة إلى القانون الأرثوذكسي الذي تتمسكون به، فأرى أنه لن يوصل غير المتطرفين في كل الطوائف، باعتبار أنه يحصر الانتخاب تبعاً للطائفة، فتنتخب كل طائفة نوابها. * ماذا بالنسبة إلى الوضع في الشمال؟ رفعت عيد - الوضع في الشمال سيئ جداً، وأحمل المسؤولية إلى حليف النظام السوري رئيس الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد الذي يمارس الاستفزاز ويزيد الاحتقان الذي لا يلبث أن يتفجر اشتباكات متبادلة بين جبل محسن وباب التبّانة، وأعتقد أن حلفاء النظام السوري هم المستفيدون من إشعال لبنان للتخفيف عن نظام الأسد. * كيف ترى الوضع في سوريا؟ - أرى أن الأمور تسير في مصلحة المعارضة، ولكن أرى أن المشكلة الأساسية في «عبثية الثوار»، الشعب السوري مُتحمّس، لكن من دون تخطيط، يجب أن يتوحّدوا على هدف واحد، وأي نظام يتم بناؤه في مرحلة ما بعد الأسد سيستمر حتى لو كان «متخلخلاً» في البداية، ولا تنس أن الشعب السوري يقاسي الظلم منذ أكثر من أربعين سنة. * ماذا عن اللاجئين السوريين في لبنان؟ - أعدادهم كبيرة جداً، يُحكَى عن مليون، وأنا أقول إن الرقم قد يكون أكبر من ذلك بكثير، أنا أرى انفجاراً اجتماعياً وشيكاً، وهنا أُحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية تردي أوضاع هؤلاء، كيف تترك شعباً يُذبَح في أرضه يتشرّد على هذا الحال؟ أنا أرى أيضاً أن «حزب الله» هو المستفيد الأكبر، لأنه يسعى إلى إحداث شرخ بين اللبنانيين والسوريين، أما ما يتردد عن وجود مسلّحين تابعين للجيش الحر وسط النازحين، فأقول الحمدلله أن أغلب الموجودين هنا هم نسوة وأطفال وعجزة، أصلاً، لا مكان للشباب السوري هنا، عليهم أن يُقاتلوا دفاعاً عن أرضهم. * ما دورك في الثورة السورية؟ - أنا أتولّى توفير المساعدات الإغاثية والطبية للجرحى. * كيف تجري الأمور اليوم؟ - قال باللهجة العامية «استويت»، عبء التنسيق ومتابعة أوضاع النازحين السوريين كبير، لم يعد بمقدورنا متابعة الأعداد التي أصبحت ضخمة، المساعدة في توفير الإغاثة ومتابعة أوضاع الجرحى تأخذ كل وقتي، لقد أدخلت شخصياً قرابة مئة جريح سوري أُصيبوا بانفجار ألغام أرضية على الحدود وبُترت أقدامهم، الوضع أكثر من مزر وأعتقد أن هذا الأمر بحاجة إلى تدبير دُول، وليس أفراد. * هل هرّبت سلاحاً للثوّار؟ - لم أعمل في تهريب السلاح، لكن والله إذا مدَّني أحدٌ ما بالسلاح فسوف أعمل على إيصاله للدفاع عن أطفال سوريا، ذلك شرفٌ لم يُتح لي، وأعتقد أن أي رجل شريف سيُقدم على ذلك، لأن الفظاعات والانتهاكات التي تُرتكب، لم تعد تُحتمل، لقد طفح الكيل. * بعد التوتر الأخير بينك وبين قيادة الجيش إثر حادثة مقتل الشيخين السنيّين، كيف هي العلاقة اليوم؟ - العلاقة لا تزال متوترة، أنا لست ضد المؤسسة العسكرية، لكني أرفض التواطؤ الذي يحصل، نُطالب بنشر الجيش على الحدود لمنع إرسال حزب الله مقاتليه إلى سوريا، ولدحض تُهم تهريب السلاح، فنُفاجأ منذ أسبوعين بسحب عناصر من الجيش مع آلياتهم من المناطق الحدودية والقرى الشمالية، كذلك لا أتّفق مع أسلوب كتلة المستقبل في بياناتها التي تتجنّب انتقاد التقصير الفاضح من قبل قائد وقيادة الجيش لجهة القيام بواجباتها أو فضح الأخطاء الفادحة وتسمية الأشياء بأسمائها، وهذا الأسلوب يؤدي عكس المبتغى. * كيف تنظر إلى «حزب الله»؟ - أنا أعتبرهم قتلة ومجرمين بكل معنى الكلمة منذ اكتشفنا دورهم في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعزز هذه القناعة، تدخّلهم في سوريا تحت مسمّى الواجب الجهادي، عندي قناعة أن النظامين السوري والإيراني هما اللذان قتلا الحريري، ولا أعتقد أن تورّط «حزب الله» كان على مستوى عناصر، بل أرى أن ذلك جرى على مستوى القيادة العليا. * وما رأيك في قوى 14 آذار؟ - بعد الذي جرى بخصوص قانون الفرزلي، أعتقد أنه يجب تحويل قوى 14 آذار إلى حزب له عقيدته ومبادئه، أنا ضد البعض في هذا الطاقم، هؤلاء الذين لا يعلمون ما يريده الشعب ولا ما هو نبضه الحقيقي. * لماذا أنت ناقم على الدولة؟ - أنا أُكلّمك من منطقة فقيرة، أنت فيها مضطر لإقناع السلطات بأن تسحب جريحاً أو تنشر عناصرها لحماية المواطنين، 90 % من منازلنا بلا مياه، الكهرباء غائبة، لا بنى تحتية، لا يوجد شيء أبداً، منطقة الشمال محرومة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، وأنا أُحمّل المسؤولية لنواب المنطقة وللحكومات المتعاقبة. * هل ستترشّح للانتخابات؟ - بالطبع لا، قلتها سابقاً يوم طلبها مني الرئيس سعد الحريري، قلت إن أربع سنوات ستكون لوجه الله ولن أُكرّرها. * لماذا؟ - البلد كلّها ليست على ما يُرام، يُؤرقني أن هناك آمالاً معلّقة عليّ، لكن ليس بمقدوري فعل شيء لها. * ما رأيك بما يُقال عن العقيد المتقاعد عميد حمّود لجهة تورّطه في أمور أمنية؟ - عميد حمود من أكثر العقلاء، من يرى التقارير التي تُنشر يظن أنه شخص آخر، وفي كل مرة، يكون هناك مشكلة أمنية، يتدخّل عميد لحلّها، فيخرج الخبر بأنه يُشعلها، عميد حمود هو من أعطى أسماء المتورطين برمي القنابل على الجيش، أنا أجزم بأن عميد حمود رجل طيب وليس دموياً كما يُشاع. قانون الستين: هو القانون الانتخابي الذي يعتمد النظام الأكثري كآلية انتخاب، ويكون فيه تقسيم الدوائر الانتخابية على أساس الأقضية (المنطقة). القانون الأرثوذكسي: القانون الانتخابي الذي ينتخب فيه كل مذهب أو طائفة نوّابها، يعتمد النظام النسبي على أساس أن يكون لبنان دائرة واحدة. نجيب ميقاتي يقبّل نائبه سمير مقبل بعد إعلانه الاستقالة الجمعة الماضية (رويترز)