شهد الوضع العسكري الميداني في سوريا تصعيداً كبيراً من الطرفين المتصارعين خلال الأيام القليلة الماضية، واحتدمت المعارك في معظم أرجاء سوريا قبيل انعقاد القمة العربية في الدوحة قبيل تسلم الائتلاف الوطني لقوى المعارضة مقعد سوريا في الجامعة العربية، فيما شهدت مناطق عديدة من دمشق وريفها قصفاً صاروخياً عنيفاً من قبل قوات الأسد، كما قصف الجيش الحر بالصواريخ والهاون مناطق للنظام داخل دمشق. وليد البني وقال عضو الائتلاف الوطني السوري وليد البني ل «الشرق»: مع تسلم الائتلاف مقعد سوريا في الجامعة العربية، أخشى المزيد من التصعيد العسكري وردود فعل مجنونة من قبل نظام الأسد، وأضاف البني أنه يخشى أن تكون ردود فعل حلفاء النظام وبشكل خاص روسيا وإيران بتقديم المزيد من الدعم بالأسلحة وخاصة تزويد النظام بطائرات حديثة، وتزيد طهران من وتيرة دعمها للنظام بالرجال وتقديم المزيد من الدعم المالي والعسكري وتتدخل بشكل مباشر في الصراع، وعبّر البني عن خشيته من أن تدخل الأزمة في مرحلة جديدة أكثر خطورة، واعتبر البني أنه حان الوقت لرفع الحظر الأوروبي عن تصدير السلاح للجيش الحر بعد أن نالت المعارضة الشرعية العربية بشكل كامل. وقال البني إن مقعد سوريا بات للمعارضة وسقطت الشرعية العربية عن النظام بشكل كامل، وأصبح يترتب على المجتمع العربي تقديم كافة أشكال الدعم للسوريين، وبات من حق الائتلاف بوصفه ممثل سوريا في الجامعة العربية أن يطلب الدعم والمساندة والمساعدة العسكرية من الدول العربية. دولياً وقال عضو الائتلاف الوطني بسام يوسف ل «الشرق»: إن حصول الائتلاف على مقعد سوريا في الجامعة العربية، هو إنجاز كبير للثورة، وتمنى اليوسف ألاّ تضيّع المعارضة الممثلة بالائتلاف الوطني هذا الإنجاز، وتعرف كيف تستفيد منه بالإضافة إلى إنجازات الثورة على الأرض، وقال اليوسف «يجب على قوى المعارضة تجاوز خلافاتها» كما أضاف «من الضروري إعادة النظر في تشكيلة الائتلاف الداخلية» من جهة أخرى أوضح أن الائتلاف حصل على الشرعية الخارجية وتسلم مقعد سوريا في الجامعة العربية وفقد النظام كامل شرعيته واكتسبها الائتلاف اليوم، وبات من الضروري أن يعمل الائتلاف على كسب الشرعية الداخلية والشعبية وقوى الثورة، كي يصبح ممثلاً حقيقياً للشعب والثورة والدولة السورية، ويعمل على اعتبار مصلحة الوطن والثورة هي العليا وليس الاجندات الإقليمية والدولية والممولون. وتمنى اليوسف على الجامعة العربية والدول العربية أن تمكّن الائتلاف من أن يحصل على الدعم الكافي الذي يحتاجه الثوار ويترجم هذا الاعتراف بدعم أكثر جدية للشعب السوري، وأن تتعامل الجامعة بديناميكية أعلى مع متطلبات الشعب خاصة في هذه اللحظة الخطرة التي تمر بها سوريا، وأكد اليوسف أهمية أن تتعامل الجامعة العربية ودول فيها مع قضية سوريا بعيداً عن المصالح الخاصة وتوليها الاهتمام الذي تستحقه تضحيات الشعب الذي سقط منه أكثر من 70 ألف شهيد وتشرد أكثر من أربعة ملايين سوري.