دعا وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الأردنيين والعرب للانخراط في علاقات مع الشعب الإسرائيلي، في إشارة منه إلى ضرورة تطبيع العلاقات بين شعوب المنطقة وإسرائيل. كما تعهد كيري بنقل مطالب الأردنيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكذلك موقفهم من ضرورة إحياء عملية السلام عبر العودة إلى طاولة المفاوضات. وكان كيري قد تحدث لعددٍ من الشخصيات الأردنية خلال مأدبة عشاء أقامها نظيره الأردني، ناصر جودة، بحضور كبار المسؤولين الأردنيين، فيما زار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مدينة البتراء، ثاني عجائب الدنيا السبع، واطّلع على معالمها ووصفها بأنها مدينة رائعة. وخلال لقاء كيري بالمسؤولين الأردنيين، أكد المسؤولون أنه لا مجال للتعاون بين الأردن وإسرائيل في ظل التعنت الإسرائيلي ومواقف حكومة اليمين المتطرف بشأن قضايا الحدود والمستوطنات وقضايا الحل النهائي. وتابع المسؤولون لكيري «هذه مواقفنا فما بالك بالمواقف الشعبية التي لا يمكن أن تلتقي مع مواقف الحكومة الإسرائيلية في تعنتها». بدوره، فضل وزير الخارجية الأمريكي البقاء في المنطقة رغم مغادرة أوباما عمان عصر أمس، حيث سيقوم بجولات مكوكية في الشرق الأوسط تمهيدا لزيارته الثانية المقررة في إبريل المقبل وفق ما نقل عنه المسؤولون الأردنيون. وسيغادر كيري إلى تل أبيب لنقل وجهة النظر الأردنية حيال موقفهم من عملية السلام. في سياقٍ متصل، وصف محللون سياسيون زيارة أوباما للأردن بأنها مثيرة للاستفزاز ولم تقدم شيئا واعتبروا أن العاهل الأردني ظهرت عليه ملامح الإحباط من الزيارة. وقال المحلل السياسي، أسامه الرنتيسي، إن زيارة أوباما كانت استفزازا للأردنيين، وقد ظهر أن الملك عبدالله كان محبطا ومستفَزّا خلال المؤتمر الصحفي من مواقف أوباما التي لم تتقدم خطوة واحدة نحو أي ملف يعاني منه الأردن. وتابع الرنتيسي أن أوباما قدم للأردن 300 مليون دولار، فيما قال له الملك إننا سنتكلف بحوالي مليار دولار حتى نهاية العام للإنفاق على اللاجئين السوريين. ورأى الرنتيسي أن أوباما تحدث بصفته واعظا وليس رئيسا لأكبر دولة قادرة على إجبار الإسرائيليين على التحرك نحو إعادة الحياة للعملية السلمية. من جهته، قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، إن أوباما تماهى مع الموقف الإسرائيلي ولم يقدم شيئا، بل ساند إسرائيل على عكس رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية وتحدث عن دعمه لدولة يهودية. أما رئيس تحرير موقع المقر الإلكتروني، طاهر العدوان، فاعتبر أن العلاقات بين الأردن والولاياتالمتحدة تبدو وكأنها إيجابية في جميع جوانبها بينما الواقع أن الأردن تعرض خلال السنوات العشر الأخيرة إلى كثير من الأضرار التي ألحقتها به السياسات الأمريكية.