تبادل الرئيس الأمريكي باراك أوباما فور وصوله مطار «بن جريون»، في زيارة تاريخية لإسرائيل الغزل السياسي مع نظيره الإسرائيلي شمعون بيرس، وأخبره بالعبرية أنه «من الجيد أن أعود إلى البلاد» وابتسم للقيادات الإسرائيلية وقال بالإنجليزية «أنا متحمس، إنه لشيء رائع أن أكون هنا»، في الوقت الذي أحرق الفلسطينيون في غزة والضفة صوره احتجاجا على سياسته المنحازة لإسرائيل. المئات من قوات المارينز الأمريكية والقوات الإسرائيلية راقبت بحذر شديد لحظات سير أوباما باتجاه الشخصيات الإسرائيلية التي سارعت بالترحيب به أثناء مرافقته بيرس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مروراً بحرس الشرف الذي استعرض ب 88 جندياً. خطة عسكرية بشأن إيران ورد أوباما خلال كلمته على خطاب المديح الذي ألقاه بيرس بالقول: «يشرفني أن أكون هنا وأخطو على هذه الأرض التاريخية». وأضاف: «نقف إلى جانب إسرائيل وندعمها دائما، لأنه يوجد لنا قضية مشتركة». وانطلق أوباما وسط حراسة أمنية مشددة لتفقد بطاريات منظومة «القبة الحديدية « في المطار ثم توجه لمدينة القدس حيث عقد اجتماعاته. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مصدر أمني رفيع في إسرائيل أن: «الإدارة الأمريكية جهزت خطة عسكرية متعلقة بإيران، سيعرضها أوباما على إسرائيل لتكون جاهزة في حال قررت الولاياتالمتحدة شن عملية عسكرية ضد إيران». وأكد المصدر أن أمريكا ليست في حاجة إلى «اللجوء إلى حرب إقليمية شاملة في هذا الوقت». حرق العلم الأمريكي وخرج الآلاف من الفلسطينيين بمشاركة القوى الوطنية والإسلامية في غزة بمسيرات أحرقوا خلالها العلم الأمريكي وصور أوباما أمام مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، احتجاجاً على سياسة أوباما الداعمة لإسرائيل. وفي الضفة الغربية عمت أجواء من الغضب تخللها مواجهات مع الجنود الإسرائيليين ومتظاهرين فلسطينيين محتجين على زيارة أوباما. وأعلنت الداخلية الفلسطينية إنهاء كافة الترتيبات الأمنية المشددة لاستقبال الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته مدينة رام الله والبيرة وبيت لحم، ولقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. «عليه أن يكون حاسما» نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس رجح أن تغير زيارة أوباما للمنطقة معادلات الصراع مع إسرائيل. وقال ل»الشرق»: الأمر يعتمد على استعداد أوباما وإدارته لتنفيذ ما أعلن عنه عند ولايته الأولى، ولم يحققه نتيجة الضغوطات الإسرائيلية». وذكر أن أوباما يعرف جيداً موقف إسرائيل من القضايا النهائية، لذا عليه أن يكون حاسماً. وشكك حماد في حديث أوباما بأنه لا يحمل أية مبادرة جديدة للعودة إلى المفاوضات، لكنه تساءل إذا كان يعنى ذلك عدم رغبته في الفشل مجدداً في إنهاء الصراع نتيجة التعنت الإسرائيلي. ورأى أن خطاب أوباما متناقض مع التاريخ ويمنح المزيد من الشريعة لإسرائيل. وأوضح حماد أن انتقائية التاريخ الذي تحدث أوباما عنها لوجود إسرائيل مخالف للتاريخ الحقيقي، واعتبر أن أوباما لن يحقق النجاح لمهمته كرجل سلام لتحريفه التاريخ. ونفى وجود نية لدي القيادة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات، سائلاً أوباما عن الهدف منها طالما الاستيطان قائم. وتوقع حماد أن يطرح أوباما مبادرة جديدة بشأن الأزمة المالية التي تعيشها الدولة الفلسطينية منذ أشهر، لكنه أشار إلى أن القيادة الفلسطينية سترفض أية مبادرة، معللاً ذلك بأن القضية ليست قضية جوع وطعام بقدر ما هي قضية حرية الشعب الفلسطيني. تاسع رئيس أمريكي زيارة أوباما لإسرائيل اليوم هي التاسعة التي يقوم بها رئيس أمريكي، خلال تاريخ العلاقات بين البلدين، منذ نشأة الأخيرة بقرار من الأممالمتحدة لتقسيم فلسطين عام1948 ويكون أوباما خامس رئيس للولايات المتحدة يزور إسرائيل، بعد «ريتشارد نيكسون» و»جيمي كارتر» (زارها كل منهما مرة واحدة) و»بيل كلينتون» (زارها 4 مرات)، و»جورج بوش» الابن (زارها مرتين).