قال مدير مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث مصطفى الحباب، ل «الشرق»، إن كتاب «الليبرالية في السعودية»، الصادر عن دار الانتشار العربي، عبارة عن دراسة تهدف إلى «إلقاء نظرة معمقة على مفردات ما يسمى بالليبرالية في السعودية»، من خلال أطر بحثية منهجية ترصد قضايا مرتبطة بالفكرة الليبرالية. غلاف الكتاب وأوضح الحباب، وهو أحد أعضاء الفريق البحثي للدراسة، أن من بين تلك القضايا تاريخ المشروع الليبرالي، كيف ظهر؟ كيف تطور؟ ومفردات المشروع الليبرالي في المملكة، ومكوناته الفكرية، مشيراً إلى أن الدراسة استخدمت مسحا لمعرفة وجهة نظر مجموعة كتاب في المملكة حول الفكرة الليبرالية، سواء مفهومها أو مقترحاتهم لتطبيقها في المجتمع السعودي، ورؤيتهم المستقبلية لليبرالية في المملكة، إضافة إلى التطرق إلى نقاط أخرى مرتبطة، «مثل نظرتهم إلى مدى التبعية التي يتسم بها أنصار الفكر الليبرالي للموجة الغربية… ومحاولة إظهار موقف هؤلاء من التيارات الإسلامية في المجتمع السعودي… ورؤيتهم للعلاقة بين التيار الليبرالي والمؤسسة الدينية الرسمية في المملكة». وشدد الحباب أنهم يحاولون «إعادة التقييم الموضوعي لما يسمى بالليبرالية في السعودية، ومحاولة فهم طبيعة المرحلة… القادمة، وأثرها على حيثيات المشروع برمته»، مع تقديم توصيات «منهجية كحالة ممانعة أمام الموجات التغريبية في إطارات ومجالات متقدمة، وغيرها من أهداف واضحة في الدراسة». وبين أن الفريق البحثي واجه صعوبات في الدراسة، منها «تشعب الإشكالية الرئيسة وتعقدها كموضوع لبحثه، وغياب المصادر الأكاديمية التي تتناول هذا الموضوع بشكلٍ مباشرٍ على خصوصيَّته من جانبٍ، وحساسيَّة بعض جوانبه من جانب آخر، وعدم تجاوب بعض الكُتاب المحسوبين على الليبرالية أو ممن لديه رؤية نقدية لهذا التيار». وحول إصدار الكتاب عن دار نشر تعرف أنها «ليبرالية»، فقال الحباب: «لا أعلم أنها ليبرالية، فهي دار نشر تجارية تماماً»، لافتا إلى أن الدراسة لم ترفض من قبل دور النشر في السعودية، وأن لدار الانتشار العربي باعاً طويلاً في سوق النشر والتسويق على مستوى العالم، وتقدم خدمات متميزة لمجموعة من مراكز الدراسات. وأوضح أنه برز مؤخراً حالة من السجال والنقاش حول الليبرالية السعودية، وهو ما دفع مركز صناعة الفكر للدراسات للاهتمام بدراسة هذه الفكرة، التي عرفتها الحياة السياسية والاجتماعية في مجتمعات شبه الجزيرة العربية الإسلامية المحافظة بطبيعتها، مبينا أن القصد من عنوان الكتاب ليس تسويقاً، بل هو من صميم مضمون الدراسة، وتعبير عن محاورها وخطتها البحثية. وفي رده على سؤال: هل إنه ضد الليبرالية كفكر أم معتقد؟ قال: تحتاج الإجابة إلى تفصيل أكثر لا يتسع له المجال هنا، لكن باختصار «الفكرة الليبرالية لم تعرف في العالم العربي، وهي نتاج غربي لظروف غربية تعلقت بالكنيسة وجمود اللاهوت الكنسي، فكانت الليبرالية رد فعل لهذا الجمود الكنسي والظروف التي عرفتها أوروبا، هذا من حيث النشأة، أما المفهوم والفلسفة فهي من المفاهيم والمصطلحات التي كثر الجدل حولها، فهي إن كانت الليبرالية الحرية التي تمجد الإنسان، وتجعله سيدا، وأن حريته ليست محكومة، وهي مطلقة، قطعاً فإنها مرفوضة لأنها تخالف الدين والفطرة».