تحت شعار «الشعور بالمسؤولية واحترام النظام» دشّن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حفظه الله – فعاليات ملتقى شباب منطقة مكةالمكرمة لعام 1434ه في نسخته الثالثة، وكانت ركيزة هذا الملتقى الشبابي بناءُ الإنسان قبل تنمية المكان ضمن استراتيجية المنطقة، لكي تتسق مع المنطلقات الأساسية في هذه البلاد المباركة، وهي خدمة الدين والوطن. وملتقى شباب منطقة مكةالمكرمة يمثل الحاضنة السنوية والأنموذج الأمثل لطاقات ومواهب الشباب، الذي سيُسهم في دفع حِراك التنمية في بلادنا من خلال تركيزه على هذه الفئة الغالية، وقد اشترك في هذه التظاهرة الشبابية التي توصف بأنها الأكبر في المنطقة شباب وشابّات منطقة مكة في التعليم العالي والعام، وأبدوا من خلالها منافساتٍ قوية في ضروب الملتقى المتنوعة، وشملت المسابقات الثقافية والعلمية، كما ضمّت المسابقات السياحية والترفيهية والرياضية وغيرها، وشُكلت لجانٌ تستقبل مرئياتهم ومقترحاتهم، ومثل هذا الملتقى الذي يحظى بدعمٍ واهتمام من أمير الإبداع حفظه الله لهو جديرٌ بأن يفتح آفاقًا مستقبلية لطلاب التعليم العالي والعام لإبراز مواهبهم وتنميتها؛ فالشباب قوة على حدِّ قول الرافعي، ولذلك فمن حقه علينا ألا نحوّل ورده قُطرُبًا، وبلابله غربانًا، ونقيم في وجه تفتُّحه وانطلاقه سدودًا وحواجز، كما يفعل بعض من ألفوا نمطًا من العيش مجمّدًا فأجرموا بحق الشباب، ووقفوا في وجه التطور والإبداع. إن هؤلاء الشباب المبدع في مضاء عزيمته، وروحه العالية، وقوة إرادته، وصفاء بصره وبصيرته ليُعدّون مرحلة بناء ونهضة؛ فهم صناع المستقبل ضربوا أروع الأمثال بإنجازاتهم واهتماماتهم يرفعون ألوية الإبداع بأيديهم، ويمشون في طليعتها، غير مُبالين بما يقدّمون في سبيلها من تضحية، وحريٌّ بنا أن نستثمر هذه الطاقة الشبابية ونُوليها من عنايتنا واهتمامنا الشيء الكثير. وقفلُ كلامي أني على يقين تام بأن ما في عقول شبابنا من اتزان، وما في قلوبه من إيمان وشعور بالمسؤولية واحترام النظام، وما في دمائه من حرارة واشتعال لكفيلٌ أن يقطع بنا شوطًا بعيدًا نحو عالمٍ أوسع أفقًا باعتبارهم خزانة نأتمنهم على آمالنا، وهم نبض توقعاتنا ليسيروا بقافلة الحياة إلى مراعٍ خصبة، وواحات مطمئنة.