أُسست هيئة مكافحة الجراد من أجل وقف زحف تلك الجرادة ورفيقاتها عن فتكها بالمحصول الأخضر، الجراد مازال يأكل والمكافحة مازالت ترتب نفسها وترص صفوفها من أجل البداية. مشكلة الجراد أنه يتلوّن بلون المحصول؛ فهو أخضر، ويأكل أضعاف أضعاف وزنه، ومنتشر في كل مكان، والهيئة بوضعها الراهن تبحث ليس عن الجراد، ولكن عمّن يدلها عليه، عملت لوحات كثيرة إرشادية تطلب من المواطنين التبليغ عن الجراد عبر الفاكس أو البريد أو الاتصال بسنترال الهيئة، بداية خجولة في مواجهة آفة مدمرة. المواطن أصبح كالعادة هو الملام؛ لأنه لم يبلغ الهيئة، وكل يوم تجد مساحة شاسعة قد التُهمت، ومن الصعوبة كمواطن بسيط أن تكشف عن هذه الآفة بنفسك، المحصول يتناقص والناس تتساءل، أين المكافحة؟ الخبر العاجل الذي تأخر أشهراً يقول، المكافحون يؤدون القسم لمحاربة الجراد حتى الموت، دفعة أخرى من الموظفين يؤدون القسم، المواطنون شعباً وقيادة يتمترسون مع المكافحة ضد هذا العدو الذي يهددهم، كثير من الاتصالات تتوالى على الهيئة للانخراط تطوعاً في المكافحة. الجراد أصبح أكثر شراسة، وهناك بلاغات تقول إنه بدأ يأكل حتى الأجزاء اليابسة والخشب، ويدخل المستودعات، ويلتهم المواد الغذائية، وبلاغ آخر يقول، وُجد جراد بحجم الإنسان يأكل الجسور ويلتهم البنية التحتية! أحد المواطنين يتصل بالهيئة ويقول “هناك مجموعة من الجرادات تشبه إلى حد كبير هيئة الإنسان، وتحمل أسلحة تقتحم المنزل، وتستولي على كل الحلي الذي يخص زوجته، وكل ما في المطبخ من طعام، حتى حليب أطفاله نهبته، وعاثت في المنزل فساداً”! وللجراد في غدنا بقية.