مرت مسيرات واعتصامات أمس للمطالبة بالإصلاح في الأردن بسلام، حيث شملت العاصمة عمان وعدة مدن وبلدات أخرى، من بينها بلدة ذيبان التي أحيت الذكرى الأولى لانطلاق المسيرات الشعبية منها قبل عام 2011/1/7، حيث كان الأردن ثاني الدول العربية التي شهدت مسيرات مماثلة، مباشرة بعد تونس. وتصاعد التوتر بين الحركة الإسلامية وأجهزة الدولة خصوصاً الأمنية الأسبوع الماضي، وذلك على خلفية استعراض القوة الذي نفذه شباب الإخوان المسلمين في مسيرات الجمعة الماضية. وتبادل الطرفان الاتهامات بالتحضير لصدام دام، في اعتصام الحركة الإسلامية في عمان. وكشفت مصادر أمنية ل»الشرق» أن الجهات الأمنية لديها معلومات عن نية الحركة الإسلامية رفع شعار إسقاط النظام في اعتصامها، والدخول في صدام لجر البلاد إلى دوامة الدم. ولكن مسؤولين في الحركة الإسلامية نفوا تلك التهم. وقال القيادي في الحركة الإسلامية ارحيل الغرايبة الذي التقته «الشرق» في الاعتصام أن الحركة تمثل المستقبل، وأنها تتمسك بسلمية الحراك، وأن هناك محاولات لتشويه صورتها. وحصلت «الشرق» على معلومات من داخل الحركة الإسلامية ومن مصادر أمنية أكدت كلها على ارتفاع احتمالات وقوع صدام دموي في الاعتصام، خصوصاً بعد نية مجموعات من الموالاة تنظيم اعتصام أمام مقار الحركة الإسلامية في عمان. وهو ما أكده مراقبون سياسيون عبروا طيلة الأسبوع عن خشيتهم من نهاية أسبوع دامية ضمن لعبة عض أصابع بين الإسلاميين والدولة في انتظار من سيصرخ أولاً، حيث استخدم المسؤولون وقادة الحركة الإسلامية على السواء وللمرة الأولى بهذه الكثافة مصطلحات تتعلق بالشهادة والضحايا والوفيات، وهو ما أثار خوف الشارع الأردني الذي لم يشهد طيلة عام كامل من المسيرات أية أحداث جدية سوى عدة صدامات أدت إلى وفاة واحدة وعدة إصابات. وظهر إلى العلن في نفس الوقت ما بدا أنه تباين بين شباب الحركة الإسلامية وشيوخها، حيث مالت لغة الشباب إلى التحدي والتصعيد، فيما مالت لغة الشيوخ إلى التهدئة. ويوما الأربعاء والخميس حصلت اتصالات سرية بين الحكومة والحركة الإسلامية أفضت إلى تخفيف التوتر تدريجياً عبر إلغاء اعتصام الموالاة أمام مقار الحركة الإسلامية، ولقاء قادة الحركة مع رئيس الحكومة عون الخصاونة أمس الأول، ثم التوصل إلى تفاهم ضمني على التهدئة ليوم أمس، وهو ما كان واضحاً من التعزيزات الأمنية الكبيرة التي أحاطت بالاعتصام ولكن عن بعد. وتهاجم الحركة الإسلامية الأجهزة الأمنية الأردنية في بياناتها وهتافات مسيراتها وتقول إنها تتغول على الحكومة، فيما تتعرض الحركة للانتقاد من قبل خصومها السياسيين الذين يقولون إنها تتصرف كتنظيم عالمي وليس أردنيا، مضيفين أنها كانت مستعدة للمضي حتى النهاية في الصدام وإضاعة رصيد عام كامل من الحراك السلمي.