نفى رئيس مجلس إدارة مجموعة روابي القابضة عبدالعزيز علي التركي، أن يكون الهدف من إعادة هيكلة الشركة، هو تحويلها إلى مساهمة عامة، بل لفصل الملكية عن الإدارة على الرغم من أن الشركة عائلية وملكيتها تعود له ولأبنائه. واستبعد في حوار ل (الشرق ) فكرة بيع جزء من أسهم الشركة في الوقت الراهن، مفيدا أن ذلك يتطلب دراسة شاملة لكافة الجوانب. وقال” نحن لا ننظر للسعودة كقرار حكومي بل واجب وطني، مضيفا أن الشركة منذ عام 1984، وهي تعمل وفق برنامج لسعودة العديد من وظائفها الإدارية والفنية، وأشار إلى أن أغلب مشروعات الشركة تتركز حول مشروعات لصالح شركة أرامكو السعودية، كاشفا أن حجم العقود التي حصلت عليها الشركة في العام الماضي يفوق مبلغ المليار ريال. فصل الملكية عن الإدارة بين أنه مع التحولات التي تشهدها الشركات العائلية، خاصة فيما يتعلق بأصحاب القرار وانتقال السلطة من جيل إلى جيل، قررنا فعليا أن نعيد هيكلة المجموعة، بغرض فصل الملكية عن الإدارة، وعلى سبيل المثال، فكوني رئيس مجلس الإدارة في المجموعة، ونجلي علي نائبا لي، ليس لنا علاقة بالإدارة التنفيذية وبقية الإدارات، وبالنسبة لمجلس الإدارة يشاركني بجانب ابني والرئيس التنفيذي واثنان من خارج الشركة، صحيح إننا شركة عائلية ، ولكن نعمل بأنظمة شركة مساهمة ليس للمالك السلطة التنفيذية والتدخل في إدارة الشركات . وفيما يتعلق بتحويل الشركة إلى مساهمة عامة، فهذا الأمر مستبعد في الوقت الراهن، خاصة وأننا شركة خدمات وليست صناعة، فضلا عن أننا تجاوزنا أي خلاف قد يحدث في الشركة مستقبلا بسبب آلية العمل المتطورة وفق الهيكلة الجديدة . أرامكو العميل الأول وفيما يتعلق بمشروعات الشركة، قال إن أغلب مشروعاتنا تتركز مع شركة أرامكو السعودية، والتي تعد العميل الأول المستهدف للشركة، حيث أن أغلب المشروعات التي ننفذها تصب لصالح أرامكو من عقود حفر الآبار والتوريد وغيرها من متطلبات أرامكو، ونحو الآن بصدد توريد قوارب خدمات بحرية متعددة تستخدم ما بين اليابسة والماء لأغراض صناعية، وسنقوم مستقبلا بتشغيلها، ولدينا حاليا عدة شركات متخصصة في حفر آبار النفط والتغليف وضبط الأنابيب ولحام رؤوس الآبار وفحص الأنابيب وحمايتها من التآكل والصدأ وخدمات السلامة المهنية ونقل الآبار ومعدات النفط وخدمات هندسية خاصة بالحفر وطينة الحفر، بالإضافة لتوريد معدات وأجهزة خاصة بالغاز والنفط. وأضاف أن علاقة المجموعة بأرامكو السعودية تعود إلى أكثر من ثلاثين عاما تخللتها عدة مشروعات ضخمة كان للمجموعة دورا فيها، ولا يخفى على أحد الدور الذي تقدمه أرامكو تجاه المقاولين والموردين المحليين، لقد فاق حجم المشروعات مع نهاية ديسمبر الماضي المليار ريال. فرص التوسع وحول فرص توسع نشاطات المجموعة، أفاد التركي أن هناك أنشطة جديدة تمت إضافتها، ومنها الخدمات البحرية، بالإضافة لأنشطة تعتبر مكملة أو مستحدثة في المجالات التي نزاولها حاليا مثل الاتصالات والنفط والغاز والمقاولات والتصنيع، وأبرمنا خلال الفترة الماضية اتفاقية تعاون مع شركات كورية وسنغافورية، وقمنا بالدخول في عدد من المناقصات، ونتوقع تحقيق نتائج ملموسة لهذا التعاون في المستقبل القريب، وقد لاحظنا خلال زياراتنا لهذه الدول التقدم الاقتصادي الذي حققته هذه البلدان وقوة هذه الاقتصاديات في جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وحاليا نمتلك بارجة مشاركة مع شركة سنغافورية لمد خطوط الأنابيب البترولية إلى آبار البترول والغاز في البحار والمحيطات. وحول رؤيته لاقتصاد المملكة وتحديدا قطاع الصناعات، قال على الرغم من التأثيرات العالمية والتي عصفت ببعض اقتصاديات دول العالم ، إلا أن اقتصاد المملكة أثبت قوته وصموده في مواجهة المتغيرات العالمية، لاسيما وان الاقتصاد السعودي يعتبر واحدا من أكبر اقتصاديات دول الشرق الأوسط، ويحظى بدعم حكومي قوي وفق خطط تنموية ساهمت في جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية، وكون اقتصاد المملكة يعتمد على البترول والذي تشهد أسعاره ارتفاعا فنحن في مأمن، وكم أتمنى أن لا يكون الاعتماد بشكل كلي على صادرات البترول، وأن يتم التوسع في قطاعات أخرى كالصناعة والزراعة والتجارة. وفيما يتعلق بقطاع الصناعات فإنه من ضمن خطط المملكة دعم قطاع الصناعات في البلاد وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية من خلال تسهيلات وحوافز مغرية تقدمها للمستثمر الأجنبي، ويأتي ذلك إيمانا منها بتوفير فرص وظيفية للكوادر السعودية. السعودة في روابي إن خطة السعودة بدأت في شركات المجموعة منذ وقت مبكر وتحديدا عام 1984، وأغلب مشروعاتنا الحالية تديرها كفاءات سعودية مؤهلة، وكانت الشركة تقوم في وقت سابق بإرسال المتدربين السعوديين إلى أمريكا وكندا، أما الآن فيتم تدريبهم محليا بالتعاون مع الجهات التعليمية والمراكز الفنية وغيرها، ولدينا اتفاقية تدريب مع المعهد التقني السعودي لخدمات البترول، ويعمل لدينا شباب وشابات سعوديون ويحصلون على امتيازات وحوافز تضمن استمراريتهم في العمل، بجانب السعي الدائم لتطوير مهاراتهم من خلال برامج تدريبية على رأس العمل، ولدينا أقسام تدار بالكامل من قبل نساء. ونحن في روابي لا ننظر للسعودة كقرار حكومي، ولكننا نراها واجباً وطنياً يجب علينا القيام والالتزام به، ولربما يواجه بعض أصحاب المشروعات ندرة في توفير بعض التخصصات الفنية في بعض الوظائف، وقد يستدعى ذلك اللجوء إلى خبرات أجنبية، ولكنها من وجهة نظري ليست بالحجم الذي يصوره بعض المستثمرين وأرى أنها ليست بمعضلة قد تؤثر سلبا على أي قرار اقتصادي، فلدينا كفاءة سعودية مؤهلة تعمل في جميع التخصصات، وآمل من شركات القطاع الخاص أن تقوم بدور أكبر في فتح فرص عمل للسعوديين والحد من استيراد العمالة الأجنبية، وأن يكون ذلك وفق رغبتها بعيدا عن ضغوط حكومية من خلال برامج وزارة العمل ومنها ( نطاقات ). روابي إن جي إن إس وفيما يتعلق بالهدف من إطلاق شركة متخصصة في الاتصالات مقرها البحرين وما إذا كانت تستهدف السوق السعودية، قال التركي، بالفعل أطلقنا شركة تابعة لنا باسم (روابي إن جي إن إس ) في البحرين، وهي ليست الشركة الوحيدة للمجموعة في البحرين حيث لدينا شركة روابي البحرين منذ مطلع الألفية الجديدة. واخترنا البحرين لعدة أسباب منها التوسع خليجيا حيث تواجدنا في قطر والكويت والإمارات، فضلا عن كون البحرين مرفأ ماليا مهما في الوقت الحالي في المنطقة وقربها من مدينة الخبر مقر المجموعة. ونأمل أن تحقق الشركة الأهداف المرجوة وأن تواصل النجاح الذي تحققه نفس الشركة في السعودية، وخاصة في ظل التقدم السريع في قطاع الاتصالات. أسواق الأسهم والعقار وحول رؤيته لسوقي الأسهم والعقار ،أوضح أن أغلب نشاطات المجموعة يتركز على المقاولات والتوريدات والخدمات بشكل عام، وقسم الاستثمار في المجموعة يفتقر للاستثمار في سوقي الأسهم والعقار، لقناعتنا أن الربح لا يكتسب بالمغامرة بل بالجهد والتعب، ولكن يوجد لدينا استثمارات ومشاركات مع شركاء في عدد من المشروعات الصناعية والتجارية، ونمتلك مصنعين في الصناعية الثانية في الدمام، الأول تخدم منتجاته قطاع الكهرباء وقطاع النفط والغاز، والثاني لإنتاج الغرف المعزولة التي تستخدم من قبل شركات الاتصالات وأيضا شركات النفط والغاز . المساهمة في التنمية تتركز استراتيجيتنا في المساهمة في التنمية الاقتصادية من خلال تقديم أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، بجانب تطبيق أفضل النظم والأساليب العلمية في المجالات التي تعمل فيها شركات المجموعة، ونحن ملتزمون بمواصلة مشروعاتنا المتمثلة في تطوير الكفاءات السعودية من خلال الفعاليات الاجتماعية والأعمال الخيرية التي ترعاها المجموعة . والشركة سباقة في الأعمال التي تخدم المجتمع، ومنها جمعية السرطان بالمنطقة الشرقية والتي تعمل على خدمة مرضى السرطان في المنطقة، وتقدم لهم السكن والمواصلات خلال فترة علاجهم، إضافة إلى خصومات على تذاكر الطيران ووسائل النقل المختلفة، بجانب توفير الأجهزة التعويضية الخاصة ، كما تساهم الجمعية في توعية المجتمع من خلال حملات للكشف المبكر عن السرطان، وقد حظيت الجمعية بدعم من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ما مكنها من عقد العديد من الندوات والمؤتمرات وورش العمل للأطباء الاستشاريين المحليين، وأطباء الرعاية الأولية وفرق التمريض وغيرها من الكوادر الطبية، حيث حصلت الجمعية على اعتراف بأكثر من 400 ساعة تعليمية معتمدة من الهيئة، وعقدت أربعة مؤتمرات عالمية، وللجمعية اتفاقيات مع مركز ديترويت الطبي بالولايات المتحدةالأمريكية، والجامعة الأمريكية في بيروت. جمعية إيثار ويرأس التركي بجانب جمعية السرطان الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، ومجلس إدارة جمعية السكر والغدد الصماء وجمعية (إيثار) لتنشيط التبرع بالأعضاء، التي تسعى إلى نشر ثقافة التبرع بالأعضاء من خلال توعية ومساعدة المتبرعين والمرضى لتقبل عملية التبرع بالأعضاء دينيا وإعلاميا، بجانب إتاحة الفرصة للمتبرع لاختيار الظروف المناسبة للتبرع ومساعدة المريض على التفاعل مع الحدث من خلال تقديم المحتوى الاجتماعي لعملية التبرع بأساليب تعتمد على الموضوعية، وتسعى الجمعية إلى تحقيق الريادة في أساليب تنشيط التبرع بالأعضاء وتطويرها من خلال توعية المجتمع، وأن تكون رائدة في نشر ثقافة التبرع باستخدام أحدث وسائل الاتصال والمعلوماتية. سباق الجري ومن المشروعات الخيرية أيضا سباق الجري الخيري الذي يدخله عامه السابع عشر ويقام سنويا، ويهدف إلى تحقيق أهداف خيرية وإنسانية تسهم في ترقية الوعي بأهمية العمل الجماعي و التطوع من أجل الخير، ويهدف إلى تعويد طلاب المدارس والجامعات ومنسوبي الشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية على العمل الجماعي التطوعي وفعل الخير والمساهمة في الأنشطة الاجتماعية الهادفة وخلق جيل من الشباب على درجة عالية من اللياقة البدنية ، بجانب ممارسة رياضة الجري أو المشي كونها وقاية للإنسان من أمراض القلب والسمنة والسكر وضغط الدم ، ويتم توزيع حصيلة السباق من التبرعات المشاركات على أعمال الخير من خلال الدعم السنوي المقدم لفئة من مرضى السرطان، الشلل الدماغي، الفشل الكلوي، متلازمة داون، أمراض الدم الوراثة، الأيتام، العجزة والمسنين، السكري والسمنة عند الأطفال.
التركي يتحدث للزميل وليد بو علي (تصوير: محمد الزهراني)